للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سكن الأقارب في بيت الزوجية يعكر خصوصية الحياة الزوجية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا متزوجة وأعيش في السويد وأخو زوجي يسكن معنا وأبوه متوفى وزوجي هو المسؤول عنه الآن وهو يعمل المنكرات والزنا، وزوجي دائما يحاول أن يتكلم معه وينصحه، لكنه لايهتم وعمره ١٧عاما، هل يعتبر زوجي هو الآثم على تصرفاته؟ لأنه هو المسؤول عنه أم ماذا؟ وأهل زوجي يريدون العيش معي، على الرغم أن باستطاعتهم العيش في منزل وحدهم وأنا أرفض أن يسكنوا معي، هل إذا أراد زوجي أن يسكنهم في بيت وحدهم يكون آثما أم لا؟ وكيف أستطيع أن أتكلم مع زوجي أن يسكنهم في منزل وحدهم دون أن تحدث أية مشكلة بيني وبينه؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب: على زوجك أن ينصح لأخيه وأن يحذره عاقبة ما يصنع، فإن أصحاب الكبائر بجانب ما ينتظرهم في الآخرة من سوء العذاب ـ إن لم تتداركهم الرحمة - فإن الله يعجل لهم في الدنيا من العذاب الأدنى لعلهم يرجعون، وما الذي يصيب أهل المعاصي من أمراض ومصائب في الأموال وفشل في الآمال والأولاد عنا ببعيد. وقد سبق الحديث عن عقوبات الزنا في الفتوى رقم: ٢٦٢٣٧.

فإن لم يستجب أخوه له، فالواجب على زوجك أن يخرجه من بيته، لأن إبقاءه له في بيته آكلا شاربا نائما كالرضا بفعله، وهذا يتنافى مع ما يجب على المسلم من مفارقة أهل المعاصي المصرين عليها ولو كانوا ذوي قربى، كما بيناه في الفتوى رقم: ١١٩٥٨١

أما رغبة أهل زوجك في العيش معكم في نفس البيت فهذا لا يجوز ما دمت رافضة لذلك، لأن المرأة لها الحق في السكن المستقل، على ما بيناه في الفتوى رقم: ٣٤٨٠٢.

فيمكنك أن تناقشي هذا الأمر مع زوجك ـ بلطف ولين ـ وتعلميه أن العلاقة الزوجية قائمة على الاستقلال والخصوصية وأن وجود بعض الأقارب ـ سواء من أهل الزوج أو الزوجة ـ يعكر هذه الخصوصية، ومن أجل ذلك كفل الشرع للزوجة مسكنا مستقلا، ويمكنك أن تطلعيه على فتوانا هذه، مع الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه أن يشرح صدره لذلك.

واحذري أن يستشعر الزوج من حديثك بغضك لأهله أو كراهيتك للقرب منهم، فإن هذا مما يسوؤه قطعا وينعكس على علاقته بك سلبا

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ رمضان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>