للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كيف يصرف المال الزائد عن حاجة المسجد]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي حول الأوقاف والمباني الوقفية وهو كالتالي:

لو أوقف محل تجاري ومن شروط وقفه هو أن يكون العائد من هذا المحل لمسجد معين بحيث المال الذي ينتج من المحل التجاري يصرف على المسجد وبعد فترة من الزمن حول هذا المحل التجاري لمبنى تجاري كبير وذلك لعدة أسباب فهل العائد من هذا المبنى الجديد يجب أن يصرف فقط على المسجد مع العلم بأنه أصبح المال المتحصل منه يفوق حاجة المسجد فكيف يمكن التصرف في هذا المال الزائد عن حاجة المسجد هل يعود للفقراء وأين يصرف بشكل أفضل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا مانع من صرف المال الزائد عن حاجة المسجد إلى غيره من المساجد، أو أهل استحقاق الوقف، لأن قصد الواقف القربة، وهي حاصلة بذلك، قال ابن قدامة في المغني: وما فضل من حصر المسجد وزيته، ولم يحتج إليه، جاز أن يجعل في مسجد آخر، أو يتصدق من ذلك على فقراء جيرانه وغيرهم، وكذلك إن فضل من قصبه أو شيء من نقضه، قال أحمد في مسجد بني فبقي من خشبه أو قصبه أو شيء من نقضه، فقال: يعان في مسجد آخر أو كما قال، وقال المروذي: سألت أبا عبد الله عن بواري المسجد، إذا فضل منه الشيء، أو الخشبة، قال: يتصدق به، وأرى أنه قد احتج بكسوة البيت إذا تحرقت تصدق بها. انتهى.

وقال في الاستدلال لذلك: وروى الخلال بإسناده عن علقمة عن أمه أن شيبة بن عثمان الحجبي، جاء إلى عائشة رضي الله عنها، فقال: يا أم المؤمنين، إن ثياب الكعبة تكثر عليها، فننزعها فنحفر لها آباراً فندفنها فيها، حتى لا تلبسها الحائض والجنب، قالت عائشة: بئس ما صنعت، ولم تصب، إن ثياب الكعبة إذا نزعت لم يضرها من لبسها من حائض أو جنب، ولكن لو بعتها وجعلت ثمنها في سبيل الله والمساكين، فكان شيبة يبعث بها إلى اليمن، فتباع فيضع ثمنها حيث أمرته عائشة، وهذه قصة مثلها ينتشر ولم ينكر، فيكون إجماعاً، ولأنه مال الله تعالى لم يبق له مصرف فصرف إلى المساكين كالوقف المنقطع. انتهى.

وراجعي الفتويين رقم: ٦٦٣٩، ورقم: ١٤٤٣٣

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ ربيع الأول ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>