للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أعانوه فلما طلب الاستقالة طلبوا رد الإعانة]

[السُّؤَالُ]

ـ[كنت أعمل في شركة عندما دخلت زوجتي رحمها الله المشفى لمرض أصابها ثم توفاها الله عز وجل، وترتب علي مبلغ كبير فوعدت شركتي بتغطية النفقات لكوني من الموظفين الذي خدموا الشركة بأمانة وإخلاص لما يزيد على ٦ سنوات وبعثت الشركة كتاب التزام للجهة المطالبة بالمبلغ للقيام بتسديد المبلغ من قبلها وكنت قبل دخول زوجتي المشفى بوقت طويل قد أجريت مقابلة لعمل في السعودية وجاءت الموافقة بعد وفاة زوجتي وقدمت استقالتي من الشركة، وبعدها تم إخباري بأنهم يريدون مني دفع المبلغ لأنني استقلت، فهل يوجد حرمة من عدم دفع المبلغ لهم (هل آكل مالاً حراماً) ؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت هذه الشركة قد أعطتك هذه المبلغ على سبيل الهبة وهو الظاهر من السؤال، فإنه لا يجوز لهم الرجوع في هبتهم، والأدلة التي تنهى الشخص عن الرجوع في هبته كثيرة، وفي هذه الحالة لا يلزمك رد المبلغ إذا طلبوه، وإن كانت هذه الشركة قد أعطتك المبلغ على أنه دين فهو دين في ذمتك يجب أن توفيه لهم ولا تبرأ ذمتك إلا بذلك، وإذا كانت هذه الشركة قد أعطتك هذا المبلغ واشترطوا عليك أن تستمر في العمل معهم، فإن قلنا إنها هبة مطلقة فلا يجوز الاشتراط في الهبة، وإذا قلنا إنها هبة ثواب فمن شروط صحتها أن يكون الثواب معلوماً، والثواب هنا مجهول ففي كلتا الحالتين لا تصح هذه الهبة، وهذا هو مذهب الشافعية والحنابلة، وراجع الفتوى رقم: ٣٥٦٧٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>