للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل فعل المعاصي بعد الحج يؤثر على ثوابه وقبوله]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أديت فريضة الحج العام ١٤٢٩هـ ـ الحمد لله ـ لكن في بعض الأوقات أشاهد الأفلام بالتلفاز، فما رأي الدين في ذلك؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت الأفلام المذكورة تشتمل على محرمات من موسيقى وتبرج وغير ذلك، كما هو الغالب، فلا تجوز مشاهدتهاـ وتجب التوبة من ذلك ـ وانظر الفتاوى التالية أرقامها: ٢٧٢٢٤، ٦٤٥٢٥، ٦٦٨٤١.

ولا شك أن المعاصي والسيئات تؤثر على ثواب الأعمال الصالحة وتدافعها وتكون الغلبة لأكثرهما. قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وقد نص العلماء على أن من علامات قبول العبادة أن يكون حال العبد بعد فعلها أفضل منه قبلها.

وأما حكم الحج من حيث الصحة والفساد فهو صحيح، بمعنى أنه أسقط عنك الفريضة ولا تطالبين بها مرة أخرى، أما بالنسبة للثواب فإن السيئات يذهبن من الحسنات بقدرها عند وزن أعمال العبد، فإن رجحت حسناته على سيئاته كان من أهل الثواب، وإن رجحت سيئاته على حسناته كان من أهل العقاب، إلا أن يعفو الله عنه.

وانظري لمزيد الفائدة الفتويين رقم: ٧٣٥٨٧، ٦٤٨٠٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>