للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[النهي عن تطفيف الوزن]

[السُّؤَالُ]

ـ[فضيلة الشيخ بارك الله فيكم ونفعكم ونفع بكم

لدى بعض الاستفسارات أرجو منكم الإجابة عليها وهى:

١- أنا أعمل أمين مخزن لسلسلة مطاعم (٣ فروع) حيث تأتى إلى كل احتياجات هذه المطاعم وأجعلها عندي في المخزن وأقوم بتوزيعها على المطاعم حسب احتياجاتهم، فمثلاً يأتي إلي الدجاج مجهزا ومقطعا ومعبأ في أكياس وزن الكيس ١ كيلو جرام وعندنا أكثر من صنف لسندوتشات الدجاج هذه ولكل سندوتش وزن معين من الدجاج محدد من قبل الإدارة والمخزن ملحق به مطبخ لتجهيز بعض الأشياء ومنها أنهم يأخذون مني كيلو الدجاج ثم يقومون بوزن كل صنف لكل سندوتش وليكن هذا السندوتش وزن الدجاج أو اللحم فيه ١٢٠ جرام وهكذا ثم يعيدون إلي الكمية التي أخذوها معبأة مرة أخرى في نفس الأكياس بعد فصل كل كمية للسندوتش الواحد على حدة وفي نهاية العمل يتبقى من ذلك حوالي ١ كيلو أو أكثر قليلاً أو أقل قليلاً وهم يأخذون هذه الكمية ويأكلونها باعتبار أنها تبقت بدون تعمد منهم وأن الأوزان التي حددتها الإدارة مضبوطة كما أرادت وهذه الزيادة نتيجة أن الأكياس التي تأتي من الموردين تزيد في بعض الأحيان عن الكيلو فهل لو تركتهم يأكلون منها أكون آثما باعتباري أني المسئول عن المكان بالكامل.

٢- هناك أصناف كثيرة توزن قبل صرفها للمطاعم ويقول لي زملائي في المكان وهم أقدم مني حيث إني استلمت العمل من شهر واحد فقط لا تزن الكيلو من الشيء كيلو بالتمام بل زنه ٩٠٠ جرام أو ٩٥٠ جراما حتى لا يكون عليك عجز في آخر الشهر حيث إن الجرد يكون كل شهر وهذا الأمر لا يسبب ضررا لأحد في المطاعم، ويقولون لي إن الخضار مثلاً عند وضعه في الثلاجة يقل وزنه لأنه يفقد الماء الذي بداخله، وكذلك هناك أشياء أثناء إعدادها يفقد منها كميات قليلة لا يمكن التحرز من فقدها، وأنا والحمد لله لا أتعمد إهلاك أي شيء أو أقصر في عملي وهذا العجز يكون خارج عن إرادتي.

فهل فيما سبق أي محذور شرعي، وهل نقصي في الميزان من التطفيف الموعود صاحبه بالويل في القراَن الكريم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبالنسبة للسؤال الأول إذا كانت الكمية المتبقية تتخلص منها الشركة وتلقيها في سلة المهملات لعدم إمكان إعادة تخزينها فلا حرج عليك أو على الموظفين في أكلها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٤٦٥٧٠.

أما إذا كانت الشركة تحتفظ بها وتعيد تخزينها فلا يجوز للموظفين أكلها، ولا يجوز لك كأمين مخزن أن تسمح بذلك؛ لعموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:٢٧} ولا يؤثر في ذلك أن الأكياس التي تأتي من الموردين تزيد في بعض الأحيان عن الكيلو لأن هذه الزيادة من حق الشركة التي يورد لها هؤلاء الموردون لا من حق الموظفين الذين هم مجرد وكلاء عن الشركة في استلام وتوزيع الأكياس.

وأما بالنسبة للسؤال الثاني.. فلا يجوز لك أن تنقص وزن ما تصرفه من الأصناف عما هو مطلوب ومحدد دون علم الشركة وعلم من تصرف لهم هذه الأصناف كي تدفع عن نفسك ما يوجد من نقص في آخر الشهر، فإن ذلك من قبيل التطفيف في الكيل الموعود صاحبه بالويل في القرآن الكريم. وليس هناك ما يدعوك إلى ذلك، فما دام نقص الوزن أمرا طبيعيا متعارفا عليه بسبب الوضع في الثلاجة أو بسبب إعدادها فأخبر الإدارة بذلك لترفع النقص الذي قد يحتسب عليك في آخر الشهر.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ محرم ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>