للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالخدم]

[السُّؤَالُ]

ـ[كان للنبى صلى الله عليه وسلم خدم، فكيف كان يعاملهم؟ وأين موضع القدوة فى سلوك النبى صلى الله عليه وسلم وتعامله معهم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ضرب النبي عليه الصلاة والسلام المثل الأعلى في الرفق، فقال عليه الصلاة السلام: إن الله يحب الرفق في الأمر كله. أخرجه البخاري عن عائشة.

وعنها - أيضا -قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق. رواه أحمد وصححه الألباني.

ومن ذلك الرفق بالخادم، قال أنس: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لم لا فعلته؟ وكان بعض أهله إذا أعتبني على شيء يقول: دعوه دعوه، فلو قضي شيء لكان.صححه الألباني.

وأخرج البخاري عن المعرور بن سويد قال: رأيت أبا ذر الغفاري -رضي الله عنه- وعليه حلة، وعلى غلامه حلة، فسألناه عن ذلك، فقال: إني ساببت رجلا فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: أعيرته بأمه؟ ثم قال: إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم. خولكم: خدمكم وعطية الله لكم.

وعن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كم أعفو عن الخادم؟ فصمت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا رسول الله، كم أعفو عن الخادم؟ فقال: كل يوم سبعين مرة. رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود. وصححه الألباني. فإن ثبت هذا في حق الخادم المملوك، فثبوته في حق الأجير الحُرِّ أولى وآكد.

وصدق الله العظيم إذ يقول: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. وقال سبحانه: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. وانظر للفائدة الفتوى رقم: ٤٦٠٧٦، والفتوى رقم: ١١٤٤٠٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ ربيع الثاني ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>