للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عسى أن تكره شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا]

[السُّؤَالُ]

ـ[لوسمحتم لي صديق في حالة يرثى لها موضوعه هو:

أنه عقد على ابنة عمه ولكن لم يدخل بها لأنه أجل زفافه حتى يأتي أهله من الخارج في البداية هو الذي اختارها واعتقد أنه أحبها ولكن بعد فترة لم يحس اتجاهها بأي حب وهناك أيضا أن أهلها ضايقوه جداً والآن يريد أن يطلقها لأنه لا يحبها وهو خائف من الله أن يجازيه في أهله وهو يقول إن الحرام سيأتي إن تزوجها وهو الآن ينتظر رأي الدين في هذا وهل عليه ذنب أمام الله؟

وشكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فينبغي لصديقك أن يتأنى في أمر الطلاق، ويستخير الله عز وجل، ولا تعصف به العجلة، فقد يكره الإنسان شيئاً، ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.

قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء:١٩] .

وقال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [البقرة:٢١٦] .

الشاهد أن الإنسان لقلة علمه وضعف حكمته قد يرى شيئاً ما شراً وهو في الحقيقة خير، وما يجده من نفرة نفسية ومضايقة أسرية سيزول بإذن الله تعالى، خصوصاً إذا دفع بالتي هي أحسن، فإذا أحس من نفسه عدم طاقة لما سيواجهه، وخشي أن يقع في الحرام بسبب الإقدام على هذا النكاح، فلا حرج عليه في أن يطلق هذه الفتاة، والله تعالى يقول: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً) [النساء:١٣٠] .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ ذو القعدة ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>