للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الطواف أثناء خطبة الجمعة.. رؤية شرعية]

[السُّؤَالُ]

ـ[نرى أثناء خطبة الجمعة في الحرم المكي أناسا يطوفون أثناء الخطبة فما الأولى: الخطبة أم أداء مناسك العمرة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الإنصات للخطبة يوم الجمعة واجب سواء في مكة وغيرها، إلا أن بعض العلماء نص على عدم حرمة الطواف أثناء خطبة الجمعة، قال: لأنه أي الطواف لا يتنافى مع الاستماع للخطيب، وممن نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية قال- وقد سئل: هل تحرم الصلاة والإمام على المنبر في مكة؟ وهل الطواف وسجدة التلاوة كالصلاة؟ فقال رحمه الله تعالى: تحرم الصلاة والإمام على المنبر في مكة كما هو واضح، ولا يصح قياس هذا على الصلاة في الأوقات المكروهة لورود النص ثَمَّ، ولأن العلة التي حرمت الصلاة لأجلها هنا من إشعار الصلاة بالإعراض عن الخطيب موجودة في مكة وغيرها، وعلة النهي إما غير معقولة المعنى فلا يصح القياس، أو معقولته فلا يصح أيضا لأنها ليست موجودة هنا، والعلة المذكورة هنا غير موجودة ثَمَّ، فبطل القياس. والظاهر أن الطواف ليس كالصلاة، وعليه ترك العلة المذكورة لأن الكلام والاستماع لا ينافيه بخلاف الصلاة فالإشعار فيها أقوى. انتهى.

لكن استماع الخطبة أولى من الطواف لأن الطواف يمكن تحصيله في كل وقت، وسماع الخطبة بصفة كاملة لا يمكن إلا في هذا الوقت.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>