للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تعجيل الزواج وتيسير أموره]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب في آخر العقد الثالث تقدمت لخطبة أكثر من فتاة ولم أوفق في أغلب المرات إذ أن الفتاة أو أهلها كانوا غير قادرين على الاستعداد للزفاف وبالأخص الجانب المادي منه لضيق المدة بين الخطبة والعرس ـ شهران في أفضل الحالات ـ رغم ما كنت أبديه من عدم تطلب بل كنت أعرض المساعدة..إذ كان هدفي الزواج في مدة العطلة الوظيفية وعدم التأجيل للسنة المقبلة ولكن ها هي السنة مقبلة ولا جديد، ألم يكن حري بي الإنتظار منذ البداية، وهل التيسير على الآخرين يسبق التعجيل بالبر أم هي التقاليد المعسرة أم هو الإفراط في التمسك في الشروط، أفلا يكون ما صنعت إسرافا..أم أني كنت أسير ظروفي، أرجو الإفادة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتيسير أمور الزواج مطلب شرعي وهدي نبوي، كما أن تعجيل الزواج يحقق مصالح عظيمة ويدفع مصائب كثيرة، لا سيما مع كثرة الفتن في هذا الزمان، ولا شك أنّ بعض التقاليد والأعراف السائدة تكون عقبة في طريق تعجيل الزواج وتيسيره، فينبغي للشباب تعجيل الزواج ما أمكن ولو بالتغاضي عن بعض الأمور التي يمكن الاستغناء عنها، فإنّ كثيراً من الناس يؤجلون الزواج لأمور يعتبرونها من الضروريات لإتمام الزواج، ولكنها في الحقيقة مجرد أمور جرى بها العرف، ويمكن الاستغناء عنها، وتستقيم الحياة بدونها، أما عن كونك تحرص على تعجيل زواجك ولو بالتزامك بعض الأمور المالية التي لا تلزمك عرفاً، فليس ذلك من الإسراف، وإنما هو من تقديم مصلحة الدين على مصالح الدنيا، فعليك بعدم اليأس ومداومة البحث عن ذات الدين مع كثرة الدعاء أن ييسر الله لك الزواج، وإلى أن يتيسر ذلك فعليك بالصوم مع حفظ السمع والبصر، وشغل الأوقات بما ينفعك في دينك ودنياك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>