للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[طلب الدعاء من المشايخ في التلفاز هل يعد من التزكية]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

السادة الأفاضل: كثيراً ما نشاهد بالتلفاز في معظم المحطات الدينية أن يقوم أشخاص بالاتصال بالشيخ الذي يقدم البرنامج أو الحلقة ويطلبون إليه وبإلحاح الدعاء لهم، ويعدهم هو بذلك، بل أحيانا ما يطلب منه المتصلون الدعاء بشيء معين لهم، ويطلبون منه مثلا الدعاء في الثلث الأخير من الليل، وهذا الشيخ يعدهم بذلك سؤالي هو: أليس ذلك من باب التزكية أن دعوة هذا الشيخ مستجابة؟ وهل يجوز لنا الطلب من مشائخنا-على فضلهم الكبير على الأمة بعلمهم- الدعاء لنا وما هي شروط ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق بيان حكم طلب الدعاء من الغير في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: ١٨٣٩٧، ١١٩٧٥١، ١٢٢٠٥٣ وبينا أنه جائز مع مراعاة ما يلي:

١- ألا يعتاد الإنسان ذلك ويتوانى في الدعاء لنفسه.

٢- أن لا يخشى اغترار المطلوب منه، وإعجابه بنفسه.

٣- أن يقصد بذلك نفع نفسه ونفع المطلوب منه، لأن الملائكة تؤمن على دعائه حين يدعو لأخيه بظهر الغيب.

أما قولك إن ذلك من باب التزكية على أن دعوة هذا الشيخ مستجابة، فنقول: مجرد طلب الدعاء منه لا يستلزم قطعية الاعتقاد بإجابة دعوته، والإنسان يطلب الدعاء ممن يرجو إجابة دعوته، والمحظور إنما هو القطع بالتزكية، لما رواه البخاري ومسلم عن أبي بكرة قال: مدح رجل رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقال: ويحك قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك مراراً، إذا كان أحدكم مادحاً صاحبه لا محالة فليقل: أحسب فلاناً والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً، أحسبه إن كان يعلم ذلك كذا وكذا.

قال النووي في شرحه: قوله: ولا أزكي على الله أحداً. أي لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره، لأن ذلك مغيب عنا، ولكن أحسب وأظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك.

فينبغي لمن يطلبون الدعاء من المشايخ وغيرهم مراعاة هذه الضوابط، وأن يكون همهم متعلق بالله جل جلاله الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>