للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التائب من الزنا توبة نصوحا هل تقبل توبته]

[السُّؤَالُ]

ـ[كل عام وأنتم بخير سؤالى هو: شخص زنى وكان يلوم نفسه حتى فى حالة الزنا ولا يكمل ما يفعل، ثم مع الأسف يعود بعد فترة قريبة ويفعل مقدمات الزنا ثم يلوم نفسه، ثم يعود. والآن هو تائب منذ أكثر من أربع سنوات ويرجو أن يحقق قوله تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما. يسأل: ١- هل نقش فى قلبه السواد؟ ٢- هل يقتص منه فى الدنيا كزوجته أو أخته أو شئ علماً بأنه لم يكن محصنا وقت هذا الفعل؟ ٣- هل لأحد حق عنده من أصحاب الحقوق يوم القيامه إلا الله الغفور الرحيم الستار علماً بأنه لا يعلم بهذا الأمر إلا الله ولم يعد لهذا الفعل ولا لشبهه، وتزوج امرأة صالحة ولله الحمد؟ ونأسف جدا جدا على الإطالة وجزا الله القائمين على هذا العمل خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزنا من كبائر الذنوب التي تجلب غضب الله، لكن مهما عظم ذنب العبد ثمّ تاب توبة صادقة فإن الله يقبل توبته. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:٥٣} .

بل إنّ الله تعالى يحبّ التوابين ويفرح بتوبتهم ويبدل سيئاتهم حسنات.

والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود له، أمّا بخصوص الاقتصاص من الزاني في أهله فقد سبق أن بينّا أننا لم نقف على دليل صحيح يفيد اشتراط ذلك، وانظر الفتوى رقم: ١٢٧١١٨

ثم إنّ التوبة النصوح تمحو أثر الذنب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.

فإذا كان هذا الشخص قد تاب توبة صادقة، فلا يخش على قلبه من أثر الذنب، بل إنّ القلب يعود بعد التوبة أقرب إلى الله وأكثر حباً له وشوقاً إليه وإقبالاً على طاعته واستشعاراً لحلاوة الطاعة.

ولا يشترط لصحة التوبة استحلال زوج من زنى بها أو وليّها، وإنّما الواجب على من وقع في هذا الذنب أن يستر على نفسه ولا يخبر أحداً، وانظر الفتويين: ١٢٢٢١٨، ١٢٤٠٢٩

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ شوال ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>