للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم المباشرة أثناء عدة المطلقة طلقة بائنة خلعية]

[السُّؤَالُ]

ـ[عاجل جدا أنا مطلقة خالعت زوجي بتاريخ ٣٠/١/٢٠٠٨ (طالقا من الزوج طلقة أولى بائنة خلعية) بسبب رفضه السعي للإنجاب، إلا انه أثناء فترة العدة اتفقنا على العودة والسعي لموضوع الإنجاب وأخذ الزوج في معاشرتي معاشرة الأزواج أثناء فترة العدة وكنت أسأله عن نية العودة وكان يقول: سأعيدك فور عودة الوالدة من السفر. ولأسباب سفر أهلي تارة وأهله تارة أخرى تعلق موضوع العودة، فاضطررت إلى استعمال حبوب لتأخير الدورة الشهرية بعد ثاني دورة شهرية، أي أن أول دورة شهرية كان في تاريخ ١٨/٢/٢٠٠٨ والدورة الثانية في تاريخ ٢٢/٣/٢٠٠٨، وفي تاريخ ١٦/٤/٢٠٠٨ بدأت في تناول حبوب لتأخير الدورة الشهرية إلى أن علمت بأن والدته رافضة لموضوع العودة وهو لا يريد إغضابها، فتوقفت عن استكمال استعمال الدواء وأتت الدورة الشهرية في تاريخ ١٤/٥/٢٠٠٨ وأنا الآن في حيرة من أمري فأرجو إفادتي بالآتي.

السؤال الأول: ما معنى طلاق أولي بائنة خلعية.

السؤال الثاني: هل ما حدث بيني وبين طليقي أثناء العدة من معاشرة زوجية يعتبر زنا؟.

السؤال الثالث: هل يصح العودة إلى طليقي رغم انقضاء فترة العدة بعقد جديد ومهر جديد؟.

السؤال الرابع: الدورة الشهرية الثالثة أتت (٥٢) يوم تاريخ الدورة الشهرية الثانية وبعد توقفي من تناول الدواء أي أتت الدورة الثالثة بتاريخ ١٤/٥/٢٠٠٨ فهل يعتبر ذلك أني قضيت فترة العدة المقررة لي وهي ثلاث حيضات رغم أنها غير متتالية وبهذا أصبح محرمة عليه وأحل لغيره - رغم أنه أخبر إخوانه وأعلمهم بنية العودة.

السؤال الخامس: مما ذكر أعلاه إلا أن والدته غير موافقة على عودتي لاينها، الأمر الذي سبب الكثير من المشاكل مع طليقي بهذا الخصوص خوفا من أن تغضب عليه، فما العمل؟.

هل بالإمكان الزواج بدون علمها إلى حين الرضا أم ماذا نفعل؟ أرجو الرد بأسرع فرصة ممكنة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت خالعت زوجك بأن كان الطلاق تم مقابل عوض أو إبراء فهو خلع، والخلع طلاق بائن وذلك هو معنى طلقة أولى بائن خلعية أي أنها لم يسبقها طلاق وهي تقتضي البينونة بسبب الخلع، فلا يصح للزوج مراجعة زوجته ولو في عدتها دون عقد جديد، فإن كان الأمر كذلك فما كان بينكما من معاشرة خلال فترة العدة هو معاشرة غير شرعية، وعليكما أن تتوبا إلى الله تعالى، وإن أراد الزوج العودة فلا بد من عقد جديد كالعقد ابتداء سواء أكان ذلك أثناء العدة أو بعد انقضائها، وننبهك إلى أن تأخر الحيض عن وقته لا تأثير له، والعدة تنتهي بمجرد انتهاء الحيضة الثالثة في قول بعض أهل العلم، وقيل بانتهاء الطهر الثالث، لكن ما دام الرجل قد وطئك أثناء العدة فإنك لا تحلين للأزواج بمجرد انقضائها بل لا بد من استبراء الرحم من الزنا بحيضة واحدة على الراجح وقيل بثلاث حيضات.

وإذا كانت أم الرجل تعارض عودته إليك فيجب عليه طاعتها ما لم يخف من الوقوع معك في المعصية وإن استطاع إقناعها فهو أولى.

وإن تزوجك دون رضاها فهو آثم والنكاح صحيح إذ لا يشترط لصحته رضى الوالدين، ولا ينبغي ذلك وإنما تنتظران رضاها وقبولها فإن كان فبها ونعمت وإلا فينبغي أن يبحث كل منكما عمن يناسبه وتستقر حياته معه من ذوي الخلق والدين.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٠٧٢٣٩، ١٩٠٩٧، ٧٣١٤٧، ٩٣١٩٤، ١٣٥٦٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ جمادي الثانية ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>