للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مراحل التصوف وحكم المتصوفة]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هو رأيكم في التصوف؟

وما هو حكم ارتداء الملابس التي بدون مخيط، الملابس الداخلية هل يجوز ذلك، والتي تنتجها بعض المصانع في الحجاز؟

ولكم جزيل الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتصوف مصطلحٌ فضفاض قد يُرادُ به عند إطلاقه نوعًٌ من الزهد والإعراضِ عن الدنيا والتقللِ منها والاجتهادِ في أنواع العبادة، وكذلك كان الصوفية الأوائل كإبراهيم بن أدهم والحارث المحاسبي، وسهلٍ التُستري والجنيد وغيرهم.

ولم تزل البدع تنتشرُ في أوساط الصوفية بسبب قلة العلم وفشو الجهل حتى صاروا طرائق قددا وفرقاً شتى، معظمها خارجٌ عن كثيرٍ من تعاليم الشرع الحنيف وما بُعث به النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لقد وجد فيمن ينتسب إليهم من خرجَ عن الإسلام بالجملة كالقائلين بالحلول والاتحاد مثل الحلاج، وابن عربي، وابن الفارض وغيرهم.

وإذا كان الأمرُ كذلك فلا يمكن الحكم على مصطلح التصوف بحكمٍ عام، بل ما كان منه موافقاً للشرع وما كان عليه أوائل القوم فهو مقبول، وما خالف ذلك فهو مردودٌ ومرفوض بقدر ما فيه من المخالفة، فما اشتمل على البدع غير ما اشتمل على الشرك، فكلٌ يحكم عليه بما يناسبه، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢٢٥٠٨، ٤٧٠٦٤، ٣٩٢٠٧، ٢١٧٠٠، ٣٠٣٤٦، ٣٦٤٧٢، ١٧٦٤٩، ٥٩٦.

وأما الشق الثاني من سؤالك فلم نفهم المقصود منه كما ينبغي، لكن اعلم أن الأصل في الثياب الإباحة حتى يردُ دليل المنع، وعليه يُبنى حكم هذه الثياب التي سألت عنها، وانظر الفتوى رقم: ٧٤٤١٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>