للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خطاب الله بالتكاليف الشرعية عام لجميع الناس]

[السُّؤَالُ]

ـ[١-ما موقف اليهود من التكاليف الشرعية

٢- ما الأمثلة التي شدد الله تعالى فيها على اليهود في التكاليف]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن اليهود كغيرهم من الكفار مخاطبون بالتكاليف الشرعية، فكما أن الناس جميعا مطالبون بالدخول في الإسلام بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ وبقوله: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ وغير ذلك من الآيات والأحاديث.

فهم كذلك مخاطبون بأداء فروع الإسلام وتكاليفه الشرعية لأن خطاب الله تعالى بهذه الفروع والتكاليف موجه لجميع الناس؛ كما في قوله تعالى: يَا بَنِي آَدَمَ ... يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ

وخطابهم بها لا يقتضي صحتها منهم ما لم يسلموا، ولكن لزيادة العقاب عليهم في الآخرة زيادة على عقابهم على الكفر؛ كما قال تعالى: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ {المدثر: ٤٢-٤٤} وقال تعالى: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ {النحل: ٨٨} فيعذبون على التكاليف الشرعية زيادة على كفرهم.

وأما التكاليف التي كانت على اليهود وخففت ببعثة نبينا صلى الله عليه وسلم فقد أشار لها القرآن الكريم في صفات النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ {الأعراف: ١٥٧}

وقد ذكر أهل العلم أن من ذلك تعيين القصاص في القتل العمد والخطأ وتحريم الغنائم.

وقد جاء في القرآن الكريم أن الله تعالى حرم عليهم بعض الطيبات بسبب ظلمهم وبغيهم، فقال تعالى: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ {النساء: ١٦٠} وقال تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ {الأنعام: ١٤٦}

وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: ٥٣٠٢٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ رمضان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>