للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبالغة في المهور وإرهاق الزوج بالمطالب القاسية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجو منكم الإجابة على أسئلتي جزاكم الله خيرا ...

لقد تم عقد قراني والحمد لله قبل ثلاث سنوات على شاب طيب وخلوق وكان الشرط الوحيد بين أبي وزوجي أن نكمل نحن الاثنان دراستنا الجامعية ولم يحدد معه أية مهر أو مؤخر صداق قام زوجي بتحضير الشقة بجميع لوازمها والحمد لله، كان والدي يؤجل كل مرة الحديث عن عرسنا رغم تضرري أنا وزوجي نفسيا ومعنويا ولكننا واصلنا كفاحنا وصبرنا فأنهى زوجي دراسته وأنا سأنهيها بعد أشهر قليلة بإذن الله وهذا كله بفضل ربنا علينا ولأننا دائما نقول يا رضا الله ويا رضا الوالدين. جاء زوجي أول أمس لتحديد موعد الزفاف فاتفقا على اليوم وأن والدي بارك الله في عمره سيساعدنا في تكاليف العرس لأن والدي يعلم بظروف زوجي ولكن في المقابل على زوجي دفع أربعة أوخمسة آلاف يورو ذهب كما قال والدي حرفيا من أجل التباهي أمام الناس بالذهب بالإضافة لتكاليف العرس الباهظة والمشكلة الأكبر التي أغضبت زوجي بشدة هي أن والدي طلب منه على حسب العرف الجاري في بلاد الشام التوقيع على مؤخر صداق بقيمة خمسة وعشرين ألف يورو في حالة وقوع طلاق لاسمح الله، زوجي أصابته الصدمة لعدم وجود هذاالعرف في بلاد المغرب وظنا منه أن والدي يريد أن يضمنه من خلال ذلك مع أن الضامن هو الله

أسئلتي هي:

١- ما حكم الدين في تصرف والدي مع أن أبي متدين جدا وقال إنه لن يتراجع؟

٢- هل المهر المقدم والمؤخر بهذه القيمة موجود في الإسلام؟

٣- ماذا أفعل أنا إذا رفض زوجي التوقيع وأصبح ذلك سببا للنزاع والطلاق بينهما؟

٤- ماذا يمكننا أن نفعل اتجاه هذا الظلم مع حرصناالشديد على برهما؟

٥- بيني وبين الله رضيت بألفين وخمس مائة مهرا, هل يجوز لي شرعا أن أعطي ألف وخمس مائة من مالي لزوجي مع رضا أمي بذلك من غير علم أبي لكي يقدم مهري لأبي تفاديا للمشاكل؟

٦- ماذا أفعل إذا رفض زوجي المؤخرالكبير وطلب والدي لا سمح الله منه تطليقي بعد كل هذا الصبر والسنين؟ من أختار؟

٧- منذ ذلك اليوم وزوجي يكلمني بجفاء وأخذ يشك بحبي الكبير له ولا يريد أن يقتنع أن هذه عادات شكلية وتجري عند أغلب الفلسطينين وليست معه هو بالتحديد من أجل الضمان، وأنا لا أستطيع إغضاب والداي أرجوكم وجهوا لزوجي وأبي كلمة بأسرع وقت، وانصحوني كيف أتصرف معهما؟

والحمد لله رب العالمين.....]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ينبغي المبالغة في المهور، وليس هذا الفعل من التدين، بل هو مخالف للهدي النبوي، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة. رواه أحمد، وننصح بمطالعة الفتوى رقم: ٦١٣٨٥.

والمهر حق للمرأة فلها التنازل عما تشاء للزوج، ونرى أن توسطي بعض أقاربك لتوضيح الأمر لوالدك، وننصح بإعطائه الفتوى السابقة، فإن أصر الوالد على موقفه وأمكنك مساعدة زوجك بمال دون علم والدك فذلك أمر حسن تؤجرين عليه، وليس من حق والدك أن يفوت عليك زوجك بمطالبه القاسية، ومن حقك أن ترفعي أمرك للقضاء في حال إصراره على موقفه، أو أن تعدي زوجك بالتنازل عن جميع المؤخر أو بعضه بعد الزفاف.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ محرم ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>