للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قيام الحياة الزوجية بالتفاهم والتغاضي عن الهفوات]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا متزوجة منذ عام ومن بداية زواجي وزوجي دائم المشاجرة معي ولا يريد أن يتركني أذهب لزيارة أقاربي فهو يحب عدم الاختلاط وكل مشكلة يدخل والدتي فيها ويقول هى السبب مع العلم بأنها تحبه وتساعده وقد قمت بمساعدته فى بداية الزواج حيث إنه كان لا يعمل فوفقني الله فقمت بتعيينه في إحدى الشركات طرف عملي فكل مشاجرة معه أكلم أهلي ويحضرون ويكلمونه وينصحونه وهو لا يتغير في معاملتي معه فمثلاً خالتي تسكن معي في نفس العمارة وهو الذي توسط في أنها تسكن بجوارنا ثم بعد ذلك أصبح لا يحبها ودائماً في شجار معي بسببها لأنه لا يريدها أن تعمل لي شيئا إذا احتجت حاجة إذا كنت متعبة فهي التي ربتني وأنا مثل ابنتها وهو أيضاً يحلف طلاق علي أي شيء لا يستحق وكل مشكلة تحصل أقوم بالذهاب إلى أمي وأترك المنزل ولا يصرف علي إلى أن حدثت مشكلة كبيرة عندما جاء وتصالحنا وعدت إلى بيتي لتنظيفه وتركت ابني عمره ثلاثة أشهر عند خالتي في نفس العمارة فعمل زوجي مشكلة معي على أنني تركت ابني عندها وقال إنه يريد أن يتركه عند أمه وهي على بعد ٣٠٠ متر من بيتي فلم أوافق لأن خالتي أقرب لي فقام زوجي وقال إن الولد لا أتركه عند خالتي إما عند أمي أو أمه لأنه لا يأتمن عليه عند خالتي فقلت له وأنا كذلك لا أئتمن عليه عند والدتك فقام زوجي وقال إذا أردت الخروج فاخرجي بدون ابنك فقام بالإسراع إلى منزل خالتي لأخذ ابني دون استئذان من صاحب البيت فقمت مسرعة لآخذ ابني فقالت أمي وهي عند خالتي سوف أطلب البوليس لك فقام زوجي بالاتصال بأبيه وأخيه ليحضروا ثم أحضرت أخوالي وكانت هناك مشكلة كبيرة جداً وأحضر زوجي سنجة وأخوه جنزيرا وقام بضرب خالي وأيضأً أخي ضربه ثم ذهبت عند أمي ولم أعد للمنزل حوالي ٤ شهور بعد ولادتي وفى خلال وجودى لم يصرف علي ولا ابني أي مبلغ وكان دائم السب لأهلي وضربني ذات مرة وأنا فى الشهر الرابع من الحمل، فما الحكم في زوجي، وهل أنا مخطئة لأني لا أريد أن أقطع صلة الرحم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحياة الزوجية لا يمكن أن تقوم إلا على أساس المودة والرحمة والتفاهم والتغاضي عن الهفوات والزلات، والواجب على الزوجة أن تطيع زوجها ما لم يأمرها بمعصية، وصلة الرحم يمكن أن تتم بغير الزيارة إن منعك الزوج منها كالاتصال الهاتفي أو الهدية ونحو ذلك، ويمكن أن تكون الزيارة على أوقات متفرقة فلا نظن أن هدف الزوج هو قطعك لرحمك.

ولو أنك لبَّيت رغبته ووضعت الولد عند أم زوجك لربما هان الأمر ولم يحدث ما حدث، ونوصي الزوج بتقوى الله تعالى والوقوف عند حدوده سبحانه ورعاية حق زوجته وإحسان معاشرتها، وأن يكون عونا لها على صلة أرحامها وطاعة أمها، وأن يكون حسن الخلق مع الناس جميعاً، وأما بشأن النفقة عليك فإن كان هو الذي أخرجك من البيت أو خرجت خوف بطشه فيجب عليه نفقة المدة الماضية التي لم ينفق عليك فيها، وإن كنت خرجت باختيارك دون رضاه فأنت ناشز لا نفقة لك.

وأما الولد الرضيع فتجب نفقته على أبيه، وبقطع النظر عمن هو المخطئ منكما فإن المهم هو أن تعود الأمور إلى نصابها وذلك لا يكون إلا بالتفاهم وحسن الخلق وأن يتنازل كل من الطرفين عن بعض ما يرى أنه من حقه، وفقك الله وأصلح حالكم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ رمضان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>