للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وحي من الشيطان لا من الله]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أستفتيكم في أمري، فقد رأيت رؤيا حق دون أي شك لاكتمال شروط الرؤية فيها بطرق مؤكدة وهي كالآتي: رأيت الرؤيا ثلاث مرات في ثلاث ليالي متتابعة، كنت أستيقظ بعدها وأنا فرح وسعيد جداً، كان ذلك تقريبا في السنة التاسعة أو العاشرة من عمري، فأما تكرار الرؤية فهو تأكيد عظيم حتى لا أشك في شيء مما رأيت من هول الابتلاء، وعلى طول زمن الابتلاء، وأما الفرح والسعادة بعد استيقاظي منها فعلمه عند رب العالمين، وأما رؤيتي إياها وعمري تقريبا التاسعة أو العاشرة دليل على أنها ليست من الشيطان، فلم يجر علي القلم بالإثم، أما ابتلائي فقد ابتلاني الله بأن سحرت بسحر من أعظم أنواع السحر فبسبب هذا السحر لا أعي

على نفسي وكأني ميت وحي في آن واحد، ولا أستطيع الحفظ وفاقد للتركيز ويصيبني خجل شديد إن خرجت إلى أي مكان مما يجعلني انطوائيا ولكن أكثر ما أهمني هو الصلاة يكاد أن يغمى علي وأنا أصلي وأعي ما أقول ولقد أهلكت نفسي فيها حتى عجزت فكانت لي ثلاث استخارات فأوحى الله لي بأن السحر صنع لي بدم حيض ولحم خنزير وأدخل في جسدي عن طريق فتحة الشرج وبسبب هذه النجاسة صلاتي باطلة ولا يجوز لي قراءة القرآن الكريم.

ملاحظات: كيف فعلت الساحرة بي ذلك، لأن السحارة زوجة عمي وكنت أنام عند أولاد عمي في صغري فكان لها ما فعلت بي، عمري الآن ٣٠ سنة ولم أتخلص مما أصابني لكن خف أثره علي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه ليس من اختصاصنا التعليق على موضوع صدق الرؤيا، إلا أنا ننبه إلى أن الرؤيا لا ينبني عليها حكم شرعي، ولا يجوز اتهام أحد من الأقارب والجيران بالسحر بغير بينة شرعية، ولايجوز كذلك ترك الصلاة والتلاوة بسبب وجود النجس في داخل الجسم، لأن جسد الإنسان يوجد بداخله نجاسة البول والغائط والدم ولم يجعل الشارع ذلك عذراً لأي أحد من الناس في ترك الصلاة.

وأما الوحي فقد انقطع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه قد يرى بعض الناس رؤيا صادقة، ومن أمارات صدق الرؤيا عدم مخالفتها الشرع، وأما ما خالف الشرع فهو باطل فلا يجوز لأي أحد أن يجعله سبباً لترك الصلاة، فما سميته وحياً من الله هو في الواقع وحي من الشيطان. وراجع في علاج السحر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٥٠٢، ٤٣١٠، ٥٤٣٣، ٣١٤٦٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ رمضان ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>