للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المرأة الصالحة لا تعدل عن صاحب الخلق والدين]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر ٢٣ سنة متخرجة من الجامعة وأعمل موظفة في شركة بالقاهرة وظروف البيت عندي هي أنني أصغر واحدة في البيت وأنا الحمد لله أرعي الله في كل شيء أصوم كثيراً وأصلي كثيراً ربنا يتقبل مني ذلك والحمد لله على هذا، المهم إن إخوتي سيئون في معاملتهم دائما يقولون أنت الصغيرة وأنت ليس لك رأي وهم مثل إخوة يوسف يكرهون لي الخير دائما أنا في صراع معهم المهم أني عندما كنت في الجامعة طلب مني زميل الارتباط وهو يعمل منذ الصغر في محلات لكي يصرف على نفسة وكان وقتها معة ٦ آلاف جنية ممكن أن يأتي إلي وقدم شبكة، ولكن أنا رفضته لأني لم أفكر في هذا الموضوع من الممكن أن يكون السبب أني أرغب في شاب يتوافق مع البيت وراعيت الله وبعد التخرج لم أعرف أني سوف أتمنى من الله رؤية هذا الشاب ودعوت الله في ليلة القدر منذ عام وبعدها جاء إلي في مكان عملي لزيارتي وعلى أن نكون أصدقاء، ولكن أنا بعد فترة رفضت كل الزمالة بيني وبين أي ولد لأنها حرام، وبعد ذلك طلبت منه أن لا نكون أصدقاء وأنا كل مرة أصلي الاستخارة وأدعو الله كثيراً، ولكن الله يجمعني به والمهم منذ فترة شعرت واعترفت بيني وبين نفسي أني أحبه ولكن لا يوجد معه أي إمكانيات للتقدم مرة ثانية ومن أغرب المواقف أني كان مرة نفسي أشوفه ودعوت الله في مسجد عمر مكرم بالقاهرة وبعد الصلاة خرجت ورأيته أمامي بعد فترة، هل معني ذلك أن الله يجمع بيننا أم هو ليس من قسمتي ونصيبي، أنا دعوت الله بأن لا يجمعني معه أبداً إلا في الحلال وكل مرة هو يغيب ويعود بأي حجة أنا أريد معلومة أو استفسار منك وهكذا وخصوصا أنني وهو في مجال عمل واحد، ولكن ليس في شركة واحدة، السؤال بعد ذلك: هل أنا أحبه بجد، ماذا أفعل عندما يعود على الرغم أني أريد أن لا أغضب الله وأحاول أن أدعو دعوة واحدة هي يا رب إن كان هذا الموضوع سيغضبك مني فاصرفه عني لأني لا أريد أن أخسر الله، ولكن كل مرة يعود إلي وأحبه في ظل ظروف بيت لا يوجد به حب وتقارب من الله فكل واحدة تفعل ما تشاء ويكرهونني أو بالأصح لا يوجد ترابط بيننا، نعم أنا أحبه وأخشى إن جاء إلي خاطب هل أوافق أم أرفض، أنا أريد أن أعرف هل عندما يعود للسؤال علي هل هذا من عند الله ورأفة بحالي أم أنا من الذين يقول الله عنهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون، وهل مجرد التفكير به حرام وهل الحب حرام من شخص لا يقرب إلي بأي شيء على الرغم من أني واقعية وأخشي الله ومن كثرة التفكير تعبت كثيراً لا أريد أن أعمل شيئا وأندم عليه أنا في دوامة أحاول أن أنساه، ولكني لم أقدر بحبه وأدعو من الله أن يجمعني به في الحلال والله أنا أرفض أن أعمل شبكة وفرحا وأتمنى أن يكون أول يوم من زواجي أمام الكعبة والله أنا أحب الله وأحاول البعد عن المعاصي، أريد أن أعرف ممكن أن أكتفي أنه يسأل علي من الفترة إلى فترة مجرد أن أنا أعرف أخباره وأتكلم معه في هذا اليوم ونترك بعضا حتى نعود مرة ثانية أم أنتهي عن هذا أم ماذا أفعل، على الرغم من أني عندما أكون مخنوقة لا أفكر في شخص غيره، لكي أرتاح معه وعلى الرغم من أنه يحبني بجد ليس في ذلك جدال وهو يصلي وجاد وكل الناس تحترمه وأنا أعلم أن الزواج قسمة ونصيب وآخر مرة كنت أتكلم معه أقول له ذلك وكان غرضي أني ممكن أتركه ولو بعد ملايين السنين لو في نصيب لنا سنرجع لبعض ولكن أنا غير قادرة، أنا أعلم أن الله سيظل في يوم لا ظل إلا ظله عبدا دعته امرأة للمعاصي ولم يستجب إليها مثل سيدنا يوسف عليه السلام وأنا أحب أن أكون مع الله لأنه سبحانه وتعالى يقول فيما معناه الآية أنه من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى.. اللهم احفظني، أرجوكم أفيدوني في الله وأن كل الذي تقولونه سوف أفعله والله، أني أحبه ولكني أحب الله فوق كل شيء والله شهيد على ذلك؟ والله ولي التوفيق، برجاء عدم إظهار أي معلومة عني حتى لا يعرفني أي أحد، ولكم جزيل الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت فيما ذكرت من حرصك على الاهتمام بأمر دينك وحذرك من الوقوع فيما يغضب الله تعالى، واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها؛ لأن هذه من وسائل الوقوع في الفتنة، فلا يجوز لك أن تمكني هذا الشاب من مقابلتك ومحادثتك على الحال الذي ذكرت، وإذا أراد أن يعرف حالك فليستشر من هم أعرف بك، وإن أراد الزواج منك فينبغي أن يأتي البيوت من أبوابها وليتقدم إلى أهلك.

وأما من جهتك أنت فإذا تقدم هذا الشاب للزواج منك فينبغي أن لا تعجلي للموافقة على ذلك حتى تستخيري الله تعالى، وتستشيري من يعرفه من الثقات، فإن تبين أنه صاحب دين وخلق فينبغي أن تقبلي به زوجاً وإلا فالأولى صرف النظر عنه، ولعل الله تعالى يبدلك من هو خير منه، وراجعي الفتوى رقم: ١٧٥٣، ولمعرفة السبيل لعلاج العشق نحيلك على الفتوى رقم: ٩٣٦٠، ولمعرفة حكم الحب في الإسلام نحيلك على الفتوى رقم: ٥٧٠٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ذو الحجة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>