للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[متى بدأ تدوين الحديث الشريف]

[السُّؤَالُ]

ـ[١-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أريد أن أستفسر عن ما يقوله البعض من أن الحديث لم يكتب إلا بعد فترة من موت الرسول \"صلى الله عليه وسلم\" تصل هذه الفترة إلى قرون طويلة لذلك فقد دخل على الحديث ما ليس منه، وأن الامام البخاري اختار ستة آلاف حديث فقط من مائتي ألف حديث وإننا إذا قمنا بإعادة تصنيف هذه الأحاديث مرة أخرى سنجد فيها أحاديث موضوعة كثيرة.

أرجو الإجابة سريعا جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فليس صحيحاً أن الحديث النبوي لم يكتب إلا بعد قرون من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان الصحابة يكتبون الحديث في حياته صلى الله عليه وسلم، وكانوا يحفظونه أيضاً، ثم نقله عنهم التابعون، وقد بدأ تدوين الحديث تدويناً عاماً وجمعه في زمن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، وهو من التابعين رضي الله عنهم. وراجع الفتوى رقم:

٨٥١٦

وأما قول من قال: إنه أُدخل على الحديث النبوي ما ليس منه فهو صحيح، إلا أن أهل العلم قد بينوا الدخيل، وذلك وفقاً لضوابط علمية عظيمة ودقيقة، تفردت بها أمة الإسلام، حيث اشترطوا لقبول الحديث أن يكون راويه عدلاً ضابطاً لما يرويه، وأن يتصل السند إلى منتهاه، بحيث أن يكون كل راو سمعه ممن فوقه، واشترطوا أيضاً سلامة الحديث من الشذوذ والعلة، فإذا اختل شرط من ذلك لم يقبلوا الحديث، وتفصيل كل ذلك في كتب مصطلح الحديث، وقد ألف العلماء كتباً في الأحاديث الضعيفة والموضوعة وهي كثيرة جداً، وكذلك ألفوا في الأحاديث الصحيحة والمقبولة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ ذو القعدة ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>