للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خطبها ثم تبين له أنها لا ترغب فيه]

[السُّؤَالُ]

ـ[الصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:

أود أن يتسع صدركم الكريم لكلامي أنا خطبت فتاة على حسب ما أمر به الله ورسوله الكريم من اتخاذ الدين هو الأساس وكان الدين بالنسبة لي متمثلاً في حيائها وأدبها وسلوكها القويم وسمعتها الجيدة بدأت خطبتنا بقراءة فاتحة بين الأسرتين على أساس أن يكون في حفل يجمع الأهل والأحباب بعد ذلك للاحتفال بهذه الخطوبة وإشهارها بدأنا نتعامل سويا وخرجت ما في جعبتي لكي تبدأ حياتنا بصراحة وصدق ونقاء والحمد لله ليس هناك أي شيء يخجل في الماضي الذي يخصني فالحمد الله وصلت إلى درجة عالية من التعليم وحالياً في طريق إعدادي للتحضير للحصول على درجة الدكتواه والحمد لله بشهادة كل من حولي من أهلي وأصدقائي وجيراني وطلابي في الجامعة أمتلك عندهم ورصيداً طيباً من المشاعر والحب بدأنا نتعامل معا وأنا كلي فرح وسعادة وحماس قوي في ارتباط لكي أكمل نصف ديني الآخر وأسعد نفسي وربي وفجأة سافرت خطيبتي أسبوعاً للمصيف ورجعت بعده وقد تغيرت تماما وأصبحت ضيقة الصدر وبداخلها لغز وألم لا أعرفه صارحتها وطالبت منها أن تصارحني بما يضايقها فكانت المفاجأة بالنسبة لي أنها لا تكن أي مشاعر ولا تحبني ولا تشعر بأي عاطفة نحوي برغم ما أمتلك من مزايا من وجهة نظرها وهذا الكلام كله على لسانها صارحتها بأن لا بد أن يكون القلب مشغولاً بشخص آخر لذلك لم تستطع أن تحبني وبعد الإلحاح مني صارحتني قالت إن هناك حبا في حياتها منذ ٦ سنوات مع شخص كانا معا في المدرسة وكبر الحب معهما برغم أنه ليس هناك أي اتصال مباشر منهما وأي لقاء بينهما خلال كل هذه الفترة إلا من خلال صديقة لهما، فهل يعقل هذا، لأن الموضوع كان مفاجأة فطلبت منها أن أجلس مع جدتها لأن جدتها تعرفها جدا وصديقة لها وتحبها كثيراً وتحبني والحمد لله كثيراً أيضاً، فأبدت لي جدتها غيظاً شديداً من هذا الموقف وأن هذه زوبعة ومشكلة عارضة وأن الكلام هذا لا يوجد في بنات العائلة وهكذا ووعدتني أن تجلس معها وتفهم ما هو بالضبط، وتحدثت مع خطيبتي مرة ثانية فحاولت إقناعي بأن الموضوع القديم ليس له أي تأثير وأنها اكتشفت أنه كان حب طفولة، وكانت حاجات يعيشها في خيالها وصفات جميلة تحلم بها، مع العلم بأن هذا الكلام جاء بعد ٢٤ ساعة فقط، من مصارحتها لي بهذا الموضوع ففهمت أن أهلها ضغطوا عليها لكي تنسى هذا الموضوع الذي من وجهة نظرهم سوف يجرحهم ويشوهم كثيراً إذا انتشر وتعرف أن هذا هو السبب في عدم رغبة ابنتهم في إكمال الخطوبة وأصرت على أنه ليس هناك عاطفة ناحيتي فأردت أن تصارحني بدلا من أن تظلمني معها، وأنا أحاول معها بأن هذه العاطفة ليست موجودة لأنك لم تعط فرصة لقلبك أن يحبني أو أن أدخل حياتك لأن بداخلك حب قديم ولا تستطيعي أن تنسي أو تحبي من جديد، وصارحتها بأن هذا الشعور وقلبك مغلق من ناحيتي منذ بداية الارتباط وليس بعد فترة من الارتباط وكانت المفاجأة أن هذا الكلام صحيح مع العلم بأني لست قريباً لها وليس هناك أي علاقة بين الأسرتين قبل هذا الارتباط وقولتها لي وافقت عليها قالت لأن مميزاتك لم تعطني فرصة للتفكير وكل الكلام الذي يقال عنك هو الذي جعلني أوفق وأنا مغمضة يعني أنا اختارك بعقلي وليس بقلبي وخلال فترة الارتباط القصيرة لم يكن هناك أي خلاف بيننا من أي نوع وليس هناك نقاط جوهرية أخذتها عليها كسلبيات أو أي شيء آخر ليست جيده، فهل أنا مخطئ أنا صابر عليها وأعطيت لها فرصة للتفكير مع أن كل أهلها ليسوا متفقين معها في وجهة نظرها، وهل هذه الفترة القصيرة التي ارتبطنا فيها كافية للحكم على المشاعر بصورة حقيقية، مع العلم بأننا مخطوبان منذ ٣ شهور فقط، وأنها مازالت في الدراسة وعندها حوالي ١٩ سنة تقريباً وأنا عندي ٢٦ سنة أنا أحب أن أعرف ماذا أفعل وكيف أتصرف لأني أفكر كثيراً وكثيراً في هذا الموضوع؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت هذه المرأة لا ترغب في الزواج بك، فننصحك بأن تصرف النظر عنها، لأن الارتباط بها وهي غير راغبة في هذا النكاح قد يورث نتائج سيئة لا تحمد، ويجلب إشكالات أسرية تتفاقم مع المستقبل.

والنساء غيرها كثير، ولكن أحرص على اختيار ذات الدين والخلق، فإنها ستكون بإذن الله رفيقة حياتك وأم أولادك، واجعل نصب عينيك قوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري وغيره.

وعليك بتقوى الله تعالى، والحذر من معصيته ومن مخالطة النساء الأجنبيات، فإن من اتقى الله جعل له من همه فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ويسر له أمره كله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ جمادي الثانية ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>