للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[رفض أهله خطبتها بعد موافقتهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أحببت شخصا منذ ٣ سنين وهو يحبني، وحكى مع أهله ومبدئيا كانوا موافقين، فجأة انقلبت الأسطر، ولم يعودوا يريدونني، وصاروا يكرهوني وأبعدوا ابنهم عني، ولكننا نحن مرتبطون بالسر وحالتنا النفسية تسوء، وصابرون منذ شهرين، وهو بسبب بعده عني أصبحت لديه عقدة نفسية، وأهله سيأتون بشيخ للقراءة عليه، علما أنه لا يزال يحبني وهو مخلص في ذلك، فهل أظل أنتظره لأني أخاف أن أظل أعيش على أمل قد يتحقق وقد لا يتحقق، هو عمره ٢٠سنة وأنا عمري ١٨ سنة، ومتكلون على الله. فماذا تنصحوني به؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الإسلام لا يقر علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ولو كانت بهدف الزواج، فقد وضع الشرع للتعامل بين الرجال والنساء حدوداً وآداباً، تحفظ كرامة المرأة وتصون عرضها، وتضمن طهارة المجتمع وعفته، فمن ذلك أمر المرأة بالحجاب الشرعي الذي يستر بدنها عن الأجانب، وتحريم الخلوة مع الأجنبي، ومن ذلك التزام الحياء والاحتشام في الكلام مع الأجنبي عندما تدعو الحاجة المعتبرة شرعاً إليه، والبعد عن الليونة والخلاعة، وغض البصر.

والطريق الوحيد الذي يقره الشرع للزواج هو أن يخطب الرجل المرأة من وليها الشرعي، وليس من نفسها، فإن المرأة لا يصح أن تزوج نفسها، وإنما يزوجها وليها الشرعي، وتظل العلاقة بينهما كالعلاقة بين الأجانب حتى يعقد عليها، فتصير زوجة له.

أما عن سؤالك عن هذا الشاب ورفض أهله للزواج منك، فإن كان ذلك لسبب شرعي فيجب عليه طاعتهما، وإن كان ذلك بغير سبب مقبول فينبغي أن يجتهد في إقناعهما، فإن لم يفلح في إقناعهما، وكان محتاجاً إلى الزواج لإعفاف نفسه، فليتزوج دون موافقتهما، مع الحرص على برهما والإحسان إليهما.

والذي ننصحك به أن تتقي الله وتتوبي مما سبق وتقطعي علاقتك بهذا الشاب، وتلتزمي حدود الله في التعامل معه، ومع غيره.

فإن جاء يخطبك من وليك، وكان ذا دين وخلق، فيمكنك قبوله، وإلا فإنك إن صبرت والتزمت حدود الله فسوف يعوضك الله خيراً، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ {يوسف:٩٠}

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>