للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المقترض بالربا في الإثم سواء مع آكله]

[السُّؤَالُ]

ـ[قام أبي بأخذ قرض من بنك الإسكان وهو بنك ربوي كما تعلمون ويتعامل أبي مع هذا البنك لأن راتبه ينزل في هذا البنك وهو يخصم قسطاً شهرياً من راتبه لهذا البنك بسبب القرض الذي أخذه من البنك ((القسط يعادل نصف راتبه)) ويقوم أخي بدفع القسط للبنك عوضاً عن أبي لكي يأخذ أبي راتبه كاملا ولأن أخي هو الذي استفاد من القرض لأنه يعمل عملا حرا وهو يعمل في مجال الغناء وليس له راتب في البنك. أنا شخص متدين والحمد لله وأقوم بالمساهمة في مصروف المنزل مع أخي وأبي فهل طعامي وشرابي في هذا المنزل حلال أم حرام؟ وما حكم أن يقوم أخي بدفع فاتورة الكهرباء والماء علما أن مصدر ماله من الغناء؟ أرجو الإجابة على هذا السؤال وبشكل مفصل وواضح لأني متضايق جدا من الحيرة التي أنا فيها، وجزاكم الله عنا وعن المسلمين كل الخير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن أباك ارتكب إثماً عظيماً بأخذه القرض الربوي، لقوله صلى الله عليه وسلم: لعن الله آكل الربا وموكله. رواه مسلم. فالمقترض موكل للربا فهو في الإثم سواء مع الآكل. والواجب عليه التوبة إلى الله عز وجل من هذا الذنب، ورد رأس مال هذا القرض بدون فوائد إن أمكنه وإلا رده كله وتخلص من تبعته، فإن عجز عن رده كفته التوبة النصوح إن شاء الله تعالى. وأما أخد أخيك هذا القرض من والدك فحرام لأنه معاملة له في عين المال الحرام وإذا كان استعمله في الغناء المحرم فزيادة في الإثم، وانظر في حكم الغناء الفتوى رقم: ٤١٠٠٠، هذا وإذا كان دخل أخيك من الغناء المحرم ولم يكن له دخل آخر، فإنه لا يجوز لك الانتفاع بماله لما قرره أهل العلم أن من كان ماله كله حرام حرم معاملته فيه بأي وجه، فلا يأكل ولا يشرب ولا ينتفع بما اشتراه من هذا المال. ولا بأس أن تأكل وتشرب مما اشتركت معه في شرائه مع الكراهة للاشتباه في تناول الحرام في هذه الحالة. كما ينبغي لك أن تستمر في نصح والدك وأخيك وتذكرهما بالله عز وجل وعقوبته لمن وقع في الحرام عسى الله أن يهديهما على يدك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٧ رمضان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>