للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يتزوج من أسلمت على يديه أم خطيبته المسلمة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مسلم مقيم في أوروبا تعرفت على امرأة أوروبية ودعوتها إلى الإسلام، وبالفعل أسلمت هذه المرأة الأوروبية وطلبت مني أن أتزوجها، لأنها تريد أن تعيش مسلمة وتريد بناء أسرة مسلمة، وأنها استشعرت مني الإيمان والتقوي، وأنا قد خطبت فتاة من مصر قبل سفري إلي أوربا ولا أدري ماذا أفعل؟ هل أتزوج هذه المرأة الأوربية وأترك خطيبتي؟ أو أترك هذه المرأة الأوروبية لتعود لما كانت عليه من كفر، وخاصة أنها استغاثت بي أن لا أتركها، لأنها تريد أن تعيش في جو الإسلام وتعلمُ الدين الإسلامي، وتريد ارتداء الحجاب وتصبح زوجة مسلمة لي؟ أو أعلم خطيبتي بما حدث ولها أن تقرر، في انتظار رد سيادتكم.

وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبهك ـ أولاً ـ إلى أن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز إلا في حالات معينة وبضوابط مبينة في الفتوى رقم: ٢٠٠٧.

ولا شك أن الدعوة إلى الله من أفضل الأعمال، لكن ننبه إلى أن التعارف بين الرجال والنساء الأجانب باب فتنة وذريعة فساد، فالواجب على المسلم التزام حدود الشرع واجتناب مواطن الفتن.

أما عن زواجك من هذه المرأة التي أسلمت فلا مانع منه، لكن الذي ننصحك به ـ إذا كانت خطيبتك ذات دين ـ أن لا تفرط فيها ولا تفسخ خطبتها، لما في ذلك من إخلاف الوعد، وما قد يترتب عليه من إضرار بها، وما تخشاه على تلك المرأة الأوروبية إذا لم تتزوجها يمكن تداركه بتعريفها بالمراكز الإسلامية أو الاستعانة ببعض المسلمات الصالحات في بلدها، كما يمكنك أن تلتمس لها مسلماً صالحاً يتزوجها، ونوصيك بالاستخارة قبل أن تقدم على أمر من الأمور. وراجع في كيفية الاستخارة الفتوى رقم: ١٠٣٩٧٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>