للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من لم يصدر منه فعل أو حركة تدل على الاستهزاء بالله لا يكفر]

[السُّؤَالُ]

ـ[كنا أنا وشباب الحي نلعب كرة القدم وفي خضم العب تقابلت أنا ولاعب من الفريق الآخر وكدت أن أنتزع منه الكرة قال كلمة عظيمة جدا قال (رحمونك) وأعوذ بالله عز وجل من هكذا كلام والله إني ما أريد أن أكتبها ولكني مضطر

لتوضيح السؤال لكم وغلب على ظني أن القصد منها (الرحمان)

فبعدها مباشرة أخذت طرف قميصي وأغلقت به فمي وأنكرت هذه الكلمة في نفسي ولا أدري هل هو يعرف معناها أم يقولها هكذا

فقط ثم بعد أن وضعت طرف قميصي وأغلقت به فمي ضحكت قليلا لا أعلم هل خرجت مني هكذا فقط أم ضحكت على الموقف الذي حدث أم ضحكت من الكلمة التي قالها ولا أعتقد أني ضحكت على الله عز وجل]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من شك في أن الاستهزاء بالله تعالى كفر مخرج من الملة، لقوله سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة: ٦٦} .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقد أخبرهم أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب، وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر، ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام، ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكلام.

ولكن ما ذكرته من أنك بعد كلمته مباشرة أخذت طرف قميصك وأغلقت به فمك وأنكرت الكلمة في نفسك ...

نقول: إن هذه الإجراءات التي قمت بها تفيد بوضوح أنك لا تريد الاستهزاء بالكلمة.

علما بأن كلمة: "رحمونك" ليست من اللغة أصلا، وبالتالي فلا وجه للقول بأنه هو يقصد بها الرحمن، ما لم يصرح بأن ذلك هو قصده، أو تدل قرينة على ذلك.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>