للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[رعاية البنات على وجه الخصوص محل عناية الشرع]

[السُّؤَالُ]

ـ[مشكلتي أن أبي يكره البنات ويفضل الأولاد الذين لم يحصل عليهم، لم يهتم بنا وما كنت أشعر بأن لي والدا لأنه كان في الغربة ثم أحضرنا إلى هنا ولم أر منه إلا الويل فهو لا يتركني أدرس ولا أنام لأنه يلعب على الإنترنيت أو يتفرج على التلفاز لوقت متأخر في الليل وفي الصباح الباكر لا أجد راحتي في هذه الشقة المتكونة من غرفتين وعندما أطلب منه شيئا لا يجيبني ولا أجد حلا إلا البكاء وقد أثر ذلك على نتائجي الدراسية، أرجوكم ساعدوني؟ وشكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب على الأب أن يرعى أبناءه وبناته رعاية شرعية بتعليمهم ما يلزم من أحكام الشرع، وأن يكون قدوة صالحة لهم في ذلك، وأن يرعاهم رعاية بدنية بالإنفاق عليهم من حيث المطعم والملبس والمسكن، وقد حث الشرع على رعاية البنات على وجه الخصوص في أحاديث كثيرة، ومن ذلك ما أخرجه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته، فقال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار.

وكذا ما أخرجه مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه. وكم بنت هي أبر لوالديها من الذكور، وانظري الفتوى رقم: ١٣٦٠٧، وأطلعي أباك عليها، وليعلم أن كره البنات خلق جاهلي لا يقره شرع ولا عقل، قال الله تعالى: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ [النحل:٥٨-٥٩] ، والولد أيا كان نعمة من الله تعالى وتفضل محض، فعلى المرء أن يقابلها بالشكر لا بالتسخط والكفر.

ومن كان راغبا فيما عند الله فليتقه فيما آتاه وليرض بما قسم له، فما عند الله لا ينال بمعصية.

وأما بشأن قضاء الأوقات في الإنترنت وأمام شاشات التلفاز فأمر مؤسف، ويترتب عليه مفاسد شرعية كسماع المحرم أو مشاهدة المحرم، وقد يترتب عليه تضييع بعض الواجبات أو التفريط في بعض الحقوق كما حدث من هذا الأب تجاه أولاده، حسب زعمك، ويمكن إطلاع الوالد على هذه الفتوى مع الفتوى رقم: ١٧٩١، والفتوى رقم: ٢٠٢٦٤.

وأما أنت فينبغي أن تصبري وأن تحسني إلى أبيك فإن حقه عليك عظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث أبي الدرداء، واشغلي وقتك بالنافع كحفظ القرآن وطلب العلم وذكر الله تعالى، وحاولي نصح أبيك برفق بالوسائل المتنوعة، وراجعي الفتوى رقم: ٢١٩١٦، والفتوى رقم: ٢٧٨٤٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ ربيع الثاني ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>