للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[توبة من وقع في زنا المحارم.]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما الذي يجب على من اعتدى على أخواته، أي على عرضه للرجوع إلى الله ولتغفر ذنوبه؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالزنا كبيرة من الكبائر التي حرمها الله تعالى على عباده، بل حرم القرب منها والوقوع في دواعيها ومقدماتها، فقال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:٣٢] .

وإذا كان الزنا محرماً بين عموم الناس فإن حرمته أشد إذا وقع على المحارم، فقد روى أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. وقال الحاكم في المستدرك: صحيح ولم يخرجاه.

وقال ابن حجر في الزواجر عند سياق هذا الحديث: وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم. انتهى.

وذلك لأن المحرم مطلوب منه الحفاظ على عرض محارمه والذود عنه، لا أن يكون هو أول الهاتكين له المضيعين لأركانه.

والواجب على من وقع في هذه الفاحشة العظيمة أن يتوب إلى الله تعالى، بترك الذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه، مع التزام صحبة أهل الخير والصلاح، والحرص على القيام بالواجبات الدينية من صلاة وصيام ونحوهما، والتمسك بالاستغفار، والتشبث بنوافل العبادات، فإن ذلك مما يطمئن القلب ويصرفه عن دواعي الشر، مع الأخذ بعين الاعتبار الابتعاد عن مواطن فتنته السابقة، والانصراف عما يقرب إليها؛ لأن المقترب منها كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه.

ولمزيد من الفوائد والنصائح راجع الفتوى رقم: ٢٣٧٦، والفتوى رقم: ١٥٦٧٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ ذو الحجة ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>