للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كشف العورة لإزالة الدهون الزائدة.. بين الجواز والحرمة]

[السُّؤَالُ]

ـ[جزاكم الله خيرا على ما تقومون به في خدمة الاسلام والمسلمين ووفقكم الله لما يحب ويرضى وأسال الله أن يعينكم في الإجابة على تساؤلات المسلمين في كل مكان، في الحياة الحديثة تشعبت الأمور وأصبح المسلمون في حيرة من أمرهم في كثير منها، ومن هنا جاءت الحاجة للإفتاء في أمور دينية ودنيوية كثيرة أسال الله لنا ولكم الهدى والتقى والعمل لما يحب ويرضى، وعندي سؤال أتمنى أن تجيبوا عليه وتتقبلوه بصدر رحب، أنا فتاة غير متزوجة عمري ٣١ عاما أعاني من زيادة مفرطة في الوزن بحيث أن وزني حوالي ١١٠ كيلوجرام وقد جربت حميات كثيرة سواء بالأعشاب أو بالأدوية تحت إشراف أطباء مختصين ومارست الرياضة لكن دون فائدة فكلما كان الوزن ينزل قليلا سرعان ما يعود مرة أخرى والمشكلة أنني أعاني من الآم في الظهر رافقتني منذ كنت في العشرين من عمري تقريبا بسبب الوزن كما أنني تعرضت لكسر في القدمين منذ عدة سنوات بسبب الوزن الكبير الذي لا تتحمله قدماي الصغيرتان بالنسبة لجسمي والآن أعاني بين فترة وأخرى من مشاكل في العظام والمفاصل آخرها إصابتي بالتهاب في أسفل القدم (الكعب) مما أدى إلى ظهور ما يعرف بالمسمار والسبب من زيادة الوزن لأنه لا يصيب إلا الكبار في السن نسبيا كذلك بعد أن أجريت الحميات الغذائية ونزل وزني أصبح جسمي مترهلا كأنني عجوز في الخمسين ولم أجد له حلا والآن نصحني البعض بإجراء عملية لشفط الدهون وتخفيفها من الجسم مع العلم أن معظم الأطباء الذين يجرون مثل هذه العمليات هم من الرجال وليسوا من النساء أو السفر للخارج للعلاج في مصحات مختصة بعلاج السمنة وآثارها ويتضمن العلاج حسب علمي الرياضة والسباحة والمساج وهو ما يعني كشف الجسم أو العورة حتى لو كانت المعالجات من النساء ولذلك أرجو أن تفيدوني جزاكم الله خيرا في جواز إجراء عملية شفط الدهون وما يرافقها من تعديل الجسم وهل هي تغيير لخلق الله وجواز السفر للخارج للعلاج في المصحات ولأنني لا أريد أن أعصي ربي ولكني أعاني كثيرا من الزيادة المفرطة في الوزن وأحاول جاهدة التخلص منها لكني أحس الآن أن ظهري بدأ بالانحناء قليلا بسبب ضغط الوزن عليه أرجوكم أفيدوني جزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء ووفقكم لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب الدعوات، بانتظار ردكم على تساؤلاتي واستفساراتي.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا مانع من إزالة الدهون الزائدة زيادة مفرطة بالطريقة المذكورة ولو كان من باب تحسين الهيئة، لأنها زيادات طارئة على الجسم، وإزالة الزيادة الطارئة لا يُعد تغييرا لخلق الله تعالى، وراجعي في هذا الفتوى رقم: ٣٢٦٧.هذا الحكم من حيث الأصل، لكن إذا أدى ذلك إلى كشف العورة أمام من لا يحل كشفها أمامه من الرجال والنساء، لم يجز حينئذ إجراء هذه العملية لأجل تحسين الهيئة فحسب، لأن تحسين الهيئة ليس من الضروريات، فإذا دعت ضرورة إلى إجراء هذه العملية كأن يكون منظر الجسم قد خرج عن المألوف المعتاد بحيث يثير غرابة الناظرين إليه وسخريتهم ونحو ذلك، أو كان لإزالة التشوهات الخارجة عن العادة، أو كان لحماية الجسم من التلف، تفادياً للكسور والالتواءات التي تحصل بسبب زيادة وزن الجسم فلا مانع من إجرائها ولو أدى ذلك إلى الوقوع في محظور كشف العورة، لأن الضرورات تبيح المحظورات، لقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: ١١٩} . مع وجوب تحري القيام بالعملية عند طبيبة موثوقة، فإن لم توجد فطبيب موثوق، وراجعي الفتوى رقم: ٥٤٦٦٨، والفتوى رقم: ١٢٩٤٢، والفتوى رقم: ١٠٤١٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>