للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[نية الحالف هي المرجع]

[السُّؤَالُ]

ـ[أقسمت بالله العظيم أن لا أرى المناظر المحرمة في النت وذلك من أجل الله، وذات مرة راودتني وساوس أني لست عذراء مع أن ربي يعلم أني لست كذلك، ولكن هذه الوساوس أتعبتني فبحثت في النت عن موضوع غشاء البكارة لأخفف عن نفسي قليلا من هذه الوساوس، وبحثت بدافع العلم فقط ويعلم الله أنه ليس بدافع الشهوة وأستوقفني في نفس الموقع موضوع يتحدث عن عورة الرجل وفيه صور لكنها صور علمية لا تجلب الشهوهةأبدا، فدخلته بدافع العلم لأني لا أعلم عن ذلك الأمر شيئا، وبدافع الفضول والله شهيد ليس بدافع الشهوة، مع العلم أني كنت في ذلك اليوم صائمة الخميس سنة وهذا يعني أنه ليس شهوة؟ مالحكم؟ وهل علي كفارة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن يرجع في الأيمان إلى نية الحالف وقصده، فإن كانت نيتك ألا تدخلي إلى هذه المواقع مطلقا فقد حنثت بفعلك هذا في يمينك ووجبت عليك الكفارة، وإن كانت نيتك ألا تدخلي إليها دخولا مصحوبا بالشهوة فلا حنث حينئذ. وبالتالي فلا تجب الكفارة، فإن لم تكن لك نية في يمينك فإنه يرجع إلى ما حملك على اليمين وهيجك عليها فتتعلق به اليمين دون غيره، وقد بينا ذلك في الفتاوى التالية: ٣٥٨٩١، ٨١٠٦٨، ٦٠٤٤٨.

هذا وننبهك أيتها السائلة إلى التفطن إلى مكر الشيطان وكيده، فإنه إذا رأى منك صدق التوبة والعزم على الإقلاع عن المعاصي فسيحتال ليوقعك فيها كما وسوس إليك بأمر البكارة حتى وقعت في النظر إلى هذه الصور، فكوني على يقظة من أمر عدوك، واسألي الله سبحانه أن يكفيك شره وكيده، واستعيني على ذلك بكثرة الذكر والصلاة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>