للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا تجعل الخوف يوقعك في الوسوسة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أسال عن المخاوف التي تراودني في بعض الأحيان عن عذاب القبر وعن الجنه والنار وفي بعض الأحيان أتساءل عن أفعال قمت بها وهي أخطاء عادية ثم أتحسر على فعلها وأتساءل أحيانا هل سأدخل النار أم الجنة ملاحظة (أنا قد حججت السنة الفائتة مع أمى وجدتي) ويراودني شعور هل الأفعال التي أقوم بها خطأ أم الصواب أن أبدأ بمحاسبة نفسي وأخاف أن أقصر في صلاتي أوعبادة من العبادات المفروضة فاهل هده المخاوف ومحاسبة النفس من الحرص على التمسك بالدين ومن الإيمان بالله ورسولة أم هي وساوس من الشيطان تجعل هذا الخوف يراودني دائما في نفسي؟

ولكم جزيل الشكر]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فسنأل الله أن يوفقنا وإياك لما فيه رضاه، وأن يغفر لنا ولك وأن يجيرنا وإياك من عذاب القبر وعذاب النار.

واعلم أن ما ذكرته دليل على صدق الدين والتمسك به وخشية الله سبحانه وتعالى.

ولكن لا بد من التنبيه إلى أمرين:

الأول: أنه لا بد أن تجمع في سيرك إلى الله بين الخوف والرجاء، فالخوف يمنعك من القعود، والرجاء يمنعك من القنوط، وراجع الفتوى رقم: ٣٢٩٨٤.

والثاني: ألا يتجاوز الأمر حده فيصل إلى الوسوسة والمرض النفسي، والفرق بين الخوف المشروع والوسوسة، أن الخوف يدعو إلى العمل، والوسوسة تقعد بالإنسان وتشغله عن العمل، وراجع الفتوى رقم: ٦٦٠٣، والفتوى رقم: ٢٩٤٦٩.

وأما ما يراودك حول الحج، فلا عبرة به ما لم تتعين من وقوعك في الخطأ ولا عبرة بالشك بعد الانتهاء من العبادة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ ذو القعدة ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>