للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ما تشتهيه النساء في الجنة يحصلن عليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا رجل أقوم بدعوة غير المسلمين للدخول إلى الاسلام ولكنهم دائما يسألونني بعض الأسئلة لا أعرف كيف أجيب عليها فأرجو من سيادتكم أن تجيبوا عليها حتى أستطيع الرد عليهم: يقولون لي إن الجنة في الإسلام للرجال فقط فأي امرأة تتمنى أن تكون هي الزوجة الوحيدة فلماذا جعل الله للرجل٧٠ زوجة - ٧- كما أن طبيعة الرجل إذا أحب امرأة لا يحب إلا واحدة فما ذنب الأخريات في الجنة ٨-كما أن القرآن أغرى الرجال بما يحبون فذكرت آيات كثيرة تتحدث عن جمال الحور العين ولم تأت آية واحدة تتحدث عن جمال نساء الدنيا إلا في آية تقول إنهن سوف يكن أبكارا فى سن ٣٣ يحببن أزواجهن -٩- كما أن من طبيعة الإنسان أنه يتمنى أن من يحبه لا يحب سواه لذلك أغرى الله الرجال بأن أزواجهم سوف يحبونهم وحدهم والدليل (فيهن قاصرات الطرف) والمرأة أيضا تتمنى من تتزوجه لا يحب إلا سواها فلماذا جعل الله للرجل ٧٠ زوجة حاولت أن أقنعهم بأن النساء في الجنة لن تطلب هذه الأماني فقالوا لي معنى ذلك أن الله أعطى للرجل ما يحب وجعل المرأة راضية من أجل الرجال؟ أرجو منكم أن تخبروني بإجابات أقولها لهم؟ حتي يؤمنوا بهذا الدين الحق]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن غاية السعادة أن يحصل الإنسان على كل مراده ولا تبقى له حاجة إلا نالها، وهذا الوضع لا يكون حاصلا على وجه صحيح إلا في الجنة، فليس في الجنة طلب تطلبه النساء ولا يحصلن عليه، قال تعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ {ق: ٣٥} ، فإذا كانت المرأة في الجنة فإنها ستعيش كامل السعادة وكيف لا تشعر بها وهي سيدة الحور العين، والمشكلة أن الكفار يعيشون حياة بهيمية في الدنيا ويريدون أن ينقلوا هذه الحياة إلى الجنة دار السلام، وهذا انتكاس في العقول وبعد عن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، والله عز وجل لا يسأل عما يفعل، فله سبحانه الحكمة البالغة، وليس للمخلوق أن يعترض على خالقه، وإن أدركت عقولنا حكمة بعض الأحكام فستبقى عاجزة عن إدراك البعض الآخر، فيقال لهؤلاء الذين يعترضون إن الله من أسمائه الحكيم، والحكمة صفة من صفاته الثابتة له على وجه الكمال، فهو منزه سبحانه عن العبث في أفعاله وأقواله، فمن خفي عليه وجه الحكمة في فعل من أفعاله تعالى أو قول من أقواله فليتأمل وجه الحكمة في ذلك، سائلا الله العون والفهم، فإن بلغ عقله فالحمد لله، وإن لم يبلغ عقله العلم بذلك فما عليه إلا التسليم والانقياد للعليم الحكيم.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>