للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا تقطعي أمك وإن تخلت عنك]

[السُّؤَالُ]

ـ[ولدتني أمي وتخلت عني، ولما كبرت وأنا في سن ال٥٠لم ترد رؤيتي. هل أبرها أفتوني؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت أمّك قد تخلّت عنك ولا ترغب في رؤيتك، فذلك بلا شك خطأ كبير وأمرٌ مخالف للشرع والفطرة السليمة وسلوك غير سويّ، لكنّ ذلك لا يبيح لك قطيعتها أو الإساءة إليها والتقصير في برّها، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. {لقمان:١٤} .

فبرّ الأمّ ليس مرهوناً بصلاحها، أو إحسانها إلى ولدها، وإنما هو استجابة لأمر الله ورجاء ثوابه.

فعليك ببرّ أمّك بما تقدرين عليه، والإحسان إليها، والدعاء لها، واعلمي أنّ برّ الأمّ من أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، ومن أسباب البركة في العمر والرزق.

وللفائدة راجعي الفتوى رقم: ١٠٣١٣٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>