للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[علم الجدول من علوم الشر]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هو الفرق بين العمل المكتوب بالورق والحرز المكتوب، علماً بأن الحرز المقصود يتكون من جداول وآيات قرآنية وتكون الآيات على أطراف الورقة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم -أيها الأخ الكريم- أن الخير كل الخير في اتباع المصطفى عليه الصلاة والسلام، والسير على نهجه، وذلك يكون بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، قال الله تعالى في كتابه الكريم: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا {الحشر:٧} ، وقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ {محمد:٣٣} ، فكل عمل جاء مخالفاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو باطل مردود على صاحبه.

ومن الأمور التي يجب أن ينتبه إليها المسلم الرقى والتمائم، لأن الكثير منها يدخل في السحر وعلوم الضلال، فعن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فأرسل رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر، أو قلادة إلا قطعت. متفق عليه.

وكان ذلك أمرا من النبي صلى الله عليه وسلم بقطع هذه القلائد والأوتار، لما فيها من مخالفة صريحة لهديه صلى الله عليه وسلم، ولما فيها من الشرك بالله جل وعلا، إذ كان أهل الجاهلية يعلقون هذه القلائد والأوتار على الدواب اعتقاداً منهم بأنها تدفع عنها العين، ولا شك أننا كمسلمين نعلم علم اليقين أنه لا ينفع ولا يضر إلا الله عز وجل، ومن اعتقد أن غير الله يضر أو ينفع فهو مشرك شركا أكبر خارج من الملة، فالله جل وعلا هو الضار النافع، المعطي المانع، المعز المذل، لا إله غيره ولا رب سواه.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

وقد صرح أهل العلم بأن علم الجدول من علوم الشر، لذا ننصحك -أيها الأخ الكريم- بمراجعة أهل الخبرة في الرقى الشرعية، والابتعاد عن موضوع الجداول.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ رمضان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>