للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الطلاق ينبغي أن يكون آخر الحلول]

[السُّؤَالُ]

ـ[يا سيدي الفاضل بدأت مشكلتي منذ زواجي بل قبل خطبتي له إذ كانت لي علاقة برجل ما وكانت سرا بيني وبين ابنة خالتي التي تكفلت بإخباره المهم تزوجنا وظل يردد علي هذا الأمر في بداية زواجي ويقلل من شأني وجعل مني إنسانة فيها وفيها لدرجة وصلت أن أدخل في عقلي كره أهلي لي ولأني خفت منه خشية إخبارهم ونالني من سوء المعاملة والكلام البذيء الشيء الكثير الآن أنا أم لسبعة أولاد هذا هو حالي ما بين هم وحزن من سيء العشرة انتقلت إلى معاملتي أمام أولادي وكأني لاشيء يؤنبني إن غفلت عنهم بكلام مؤلم قاس يُنقص من قيمتي أمامهم يستهزئ بي وكأني لست إنسانا يشعر وإن قلت له إنني إنسانة قال ما أنت سوى بهيمة تأكل وتنام لا صديقات ولا زيارات لمعارف حتى أهلي بعد أن تقاربت في علاقتي بأخواتي نالهم من السب والإهانة الكثير الكثير حتى وإن رأى أحد أولادي افتعل حركة ما قال أخوالكم فيهم وفيهم كتب الله أن تطلق أختان لي ولك من التعيير والخوض في العورات وما يزيد همي والدته خالتي أخت أمي لها سياسة المواشاة التي تجعله يزيد في قذفنا بسيل من الإهانات وجريان دموع القهر لأسباب تافهة إن لعب الأولاد إن أكلوا إن فعلوا إن شاهدوا التلفاز يتم بعدها إحضارنا في صف وتأنيبنا ومنذ سنه زاد الأمر إذا ردد هذه العبارة لأنه قام بضرب احد الأولاد بقسوة وتعلم قلب الأم فما كان مني سوى نظرات قال بعدها من لا تعجبه سياستي يخرج من البيت والكلمة تقف عند لساني ويارخص فيكِ سكت ولم أعلق صحوت يوما متأخرة بسبب طفلي الذي بات متعبا فما كان منه سوى كلام ماذا تفعلين أتتحدثين في الهاتف أنا لن أتكلم سأتصرف ولن أخبرك ويعني الطلاق قلت له افعلها قال بسخرية لتنضمي لجمعية المطلقات ويقصد أخواتي وحين دافعت عن نفسي زاد وسب وشتم وأخذ يلوم أمه أنها أجبرته على الزواج مني ولم تدافع عني خالتي بكلمة أخبرت أبي قال اصبري فصبرت على ال١٧ عاما من الصبر صبرا جديدا بعدها لم نتكلم لشهور كان حينها خائفا من أن يعلم أهلي عما قاله لي وما خاض فيه عن أخواتي وجاءني يقول أخوك الكبير كلمني وقلت له يارخص بأختك صارحت أخي رد كاذب بل هو من بدا وقال كلاما مختلفا بعد فترة علمت من أخت أخرى لي متزوجة أن خالتي زارتها وقالت لها يجب أن تحمد أختك الله لأننا سترنا عليها بعد كل هذا الصبر من سوء عشرة ومعاملة عليها وعلى ولدها هذا ما نالني واجهتهم بهذا الكلام في عراك كلامي رد بكل جبروت تحمدين ربك أني سترت عليك وسأحضر أهلك كلهم أقوله لهم أخبرت والدي مره أخرى قال اصبري أصبحت لا أطيقه ووالدته بعد أن نضحت قدورهم بما فيها ونسوا العشرة وما نظروا لي بخير وسوؤهم طال أهلي الغافلون عن ذكرهم منذ أسابيع كنت أتحدث مع أختي أمام خالتي وأغلقت الهاتف بعدها هاجمتني وقالت فلتحضري ورقة وقلم واكتب ما فعلت لك ولا تنسي النقطة السوداء التي فعلتها من سنوات حينها

أدركت ما كانت حياتي

لاشيء

الآن أفكر بالطلاق منه صبرت سنوات على أمل أن تتحسن أحوالي لكن أراها مع أناس ملأ الحقد قلوبهم ما هي إلا نار لا أنكر فضل خالتي في أمور لكن من يعمل الخير فلنفسه ولوجه الله لكن بعد أن أصبحت أم لسبعة أولاد أعامل هكذا تحدثت إلى والدي وقال اصبري وأخي الكبير قال لا تصبري على إهانتهم وخاصة بعد هذا العمر الذي يجب أن يكون الاحترام متبادلا الآن كلنا معذبون مهانون والله لم أنم ليال إلا ودمعة القهر رفيقتي ومالي قبل كل شيء إلا دعاء بأن يأخذ الله الحق لي بعد ما سبق هل لي بالطلاق إذ إني أصبحت لا أطيق هذا الرجل وأمه المنافقين أرجوك ساعدني هذا قليل من كثير وجزاك الله الخير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبداية نسأل المولى سبحانه أن يفرج همك وأن يكشف كربك.

ثم اعلمي أيتها الأخت أن العلاقة الزوجية لا تخلو من مصاعب يحتاج كل من الطرفين إلى التحمل والصبر عليها، خاصة إذا كان هناك أولاد، ومن هنا ندعوك إلى مواصلة الصبر والتحمل وإقناع زوجك بتغيير هذا السلوك معك، لأن هذا يخالف الشرع والخلق الكريم. فأما الشرع فلأن الله تعالى أوجب عليه أن يعاملك بالمعروف. قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: ١٩} . وليس من المعروف السب والشتم، لأنهما من آكد المحرمات التي لا تجوز في حق أي مسلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. ولا شك أنه في حق الزوجة أشد.

وأما مخالفته للخلق فهي بينة، فإن الزوج يفترض فيه أن لا تنال منه زوجته إلا ما هو خير وحسن، وفي الحديث: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وابن ماجه.

ولا بأس بأن توسطي العقلاء من أسرتيكما لحل هذا الأمر حتى يقتنع زوجك بالحق ويكف عن هذا الخلق المشين، فإن أصر على هذا ورأيت أنه ليس بإمكانك الصبر على هذا، فلا مانع من رفع أمرك إلى القاضي لإلزامه بمعاملتك بالحسنى أو يطلقك منه، وهذا أمر ينبغي أن يجعل آخر الحلول.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>