للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[القطرات والإفرازات في زمن العادة]

[السُّؤَالُ]

ـ[منذ أن بدأت استعمال جهاز منع الحمل فأصبحت بداية الحيض غير واضحة فى صورة نقاط متقطعة تمتد ليومين أو ثلاثة فى أول وآخر الحيض بحيث يفصل بين النقاط عدد طويل من الساعات وأحيانا تكون النهاية مجرد مسح ملون لمدة يوم أو أكثر يحيرنى التعرف على بداية وانتهاء الحيض لأغراض الصلاة والصوم ويرى الطبيب أن ذلك من أثر استعمال الجهاز وأنه حيض حقيقي لا يدعو للقلق؟

برجاءالإفتاء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت القطرات والإفرازات التي تأتيك في الأيام الأولى تستمر يوماً وليلة باستمرار معتاد، بحيث لو أدخلت قطنة ونحوها في الفرج تخرج ملوثة بالدم، أو كان مدة المتقطع لو جمعت خلال خمسة عشر يوماً تبلغ يوماً وليلة فهي حيض، لأنها بلغت أقل مدة الحيض وهي يوم وليلة، وأيام الطهر بينها تعتبر دم حيض أيضاً على ما رجحه كثير من أهل العلم لأنها طهر غير معتبر فأقل الطهر المعتبر بين الدمين خمسة عشر يوما، وعليك الامتناع مما تمتنع منه الحائض، ولو قدر أنك صمت فيها يوما واجباً لزمك قضاؤه، وإذا بلغ مجموع هذه الأيام مع ما بعدها أكثر من خمسة عشر يوما في الشهر الواحد، فإن ما زاد يكون دم فساد لأن أكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما، وفي هذه الحالة عليك الرجوع إلى التمييز، فإن ميزت دم الحيض من غيره فإنك تعملين بالتمييز وتكونين حائضاً أيام نزول دم الحيض، ومستحاضة أيام نزول الدم الآخر، وطاهراً فيما سوى ذلك، والمستحاضة كالطاهرة من حيث لزوم الصلاة والصوم وجواز الوطء، وإنما تختلف من حيث الطهارة فإنه يلزمها الوضوء لكل صلاة عند دخول وقتها وأداؤها دون تأخير.

فإن لم تميزي دم الحيض من غيره فإنك ترجعين إلى عادتك الأولى وهي سبعة أيام، قال أبو إسحاق الشيرازي في المهذب: وإن كانت معتادة غير مميزة، وهي التي كانت تحيض من كل شهر أياما ثم عبر الدم عادتها وعبر الخمسة عشر ردت إلى عادتها، فتغتسل بعد الخمسة عشر وتقضي صلاة ما زاد على عادتها.

وأما إذا كانت القطرات مع الإفرازات لا تستمر يوما وليلة، ولا يبلغ مجموعها يوما وليلة خلال خمسة عشر يوما فهي دم فساد وليست دم حيض، وتلزمك في هذه الأيام الصلاة والصوم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ شوال ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>