للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يوسوس له بأنه مريض وقد يموت من مرضه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أعانى من التفكير فى الأمراض دائما تفكيرى متشتت ولا أعرف ماذا أعمل بالضبط ودائما تأتي لي أفكار يقينية بأن لدي مرضا ما وأننى قد أموت بسبب هذا المرض وأنا لا أعرف ماذا أعمل؟ أرجوكم ساعدونى وشكرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت أنك مصاب به من التفكير فى الأمراض، وأنك مصاب بمرض ما وقد تموت من ذلك المرض ... ، قد يكون سببه البعد عن الله تعالى، فكن على صلة بالله تعالى حتى يذهب عنك ما تجد، وتعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، والجأ إلى الله تعالى بصدق وإخلاص في دعائك، وأكثر من قول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، وفرغ جزءا من وقتك -ولو قليلا- لتلاوة القرآن والتدبر في معانيه، فإن الله تعالى يقول: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلَاّ خَسَارًا. [الإسراء:٨٢] .

وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم علاج الهم والغم بقوله: ما أصاب أحدا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا، فقيل: يا رسول الله؛ ألا نتعلمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. رواه أحمد.

واعلم أن الذي ينبغي أن يخافه المسلم أكثر من أي شيء آخر هو ما بعد الموت، والخوف مما بعد الموت يستلزم الوقوف عند حدود الله.

فقف عند حدود الله ولا تتعدها، ونسأل الله أن يزيل وحشتك ويصرف عنك هذه الوساوس.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>