للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم قول القائل: هذا الشخص يملك صفات الأنبياء]

[السُّؤَالُ]

ـ[وددت الاستفسار عن مسألة نعت أحدهم بصفات تشبه صفات الأنبياء..يعني كأن أقول هذا الشخص يملك صفات الأنبياء..وهل استخدام كلمة نبي (مجازا) في الشعر أو الكتابة عموما ونسبتها إلى إنسان رفيع الشأن..يعتبر خروجا عن الإسلام..وارتدادا؟ وما حكم الذي يطلق على إنسان مسلم حكم الردّة؟

في أمان الله.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخير للمرء أن يقيد لسانه ولا يطلق له العِنان في كل شيء، فقد ورد في الحديث الشريف قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. رواه الترمذي وغيره من حديث معاذ.

ومن قال هذا الشخص يملك صفات الأنبياء، أو قال هذا نبي من باب المبالغة في مدحه، لا من باب ادعاء أنه يوحى إليه، فإنه –في الحقيقة- يعتبر قولا خارجا عن حد المبالغة المسموح بها في الشرع؛ ولكننا مع ذلك لم نجد دليلا على ارتداده وخروجه عن الملة.

وفيما يخص تكفير الإنسان المسلم، فإنه أمر خطير لما يترتب عليه من آثار دنيوية وأخروية، ولذا فلا يطلق إلا على من استوفى شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه، كما هو مبين في الجواب رقم: ٧٢١.

ومن كفر شخصا لم يستحق ذلك رجع ما قاله عليه، كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال، وإلا رجعت عليه.

ولا يعني ذلك أن من كفر من لا يستحق التكفير يصير كافرا بذلك، وإنما المعنى أنه يرجع عليه هذا الإثم العظيم والمنكر الفظيع، وهو تكفير من لا يستحق ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ شوال ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>