للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إكرام وزيارة أقارب وأصدقاء الوالدين بعد موتهما من البر]

[السُّؤَالُ]

ـ[والداي توفيا وأدعو لهما في كل صلاة وأتصدق عنهما كل شهر بمبلغ معين وأحفظ القرآن وأدعو الله أن يكون في ميزان حسناتهما، ولكن لا أقوم بزيارة جميع صلة رحمهما فقد ظهر من البعض عدم الاكتراث لوفاة أمي التي هي أختهم في فترة العزاء وذهابهم إلى الحفلات بعد شهرين وقولهم لنا إن الحداد ثلاثة أيام! مع أن الله حرم الغناء والرقص في كل الأحوال، فهل أستطيع زيارتهما في الأعياد فقط؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله -بداية- أن يغفر لوالديك ويرحمهما ويجمعك بهما في جنات النعيم، واعلم أن بر الوالدين لا ينقطع بعد موتها، وقد ورد في الحديث عن بر الوالدين بعد موتهما: الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهودهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم الذي لا رحم لك إلا من قبلهما.. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

ولذا فننصحك بصلة رحمك -الذين أشرت إليهم في السؤال- وأن لا تقابلي إساءتهم إليك -إن أساؤوا- بمثلها فالعفو من شيم الكرام وحميد الخصال، وذهابهم إلى الحفل لا يعني أنهم غير مكترثين بوفاة والدتك فالحداد ثلاثة أيام -كما جاء في السنة- إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً، ولا شك أن الغناء والموسيقى حرام في كل وقت كما قلت، وكما فصلناه في الفتوى رقم: ٥٢٨٢، ولكن ربطك لموضوع ذهابهم بموت والدتك يشعر بأنك تعتبين عليهم في أصل الذهاب وليس لمجرد الغناء والرقص.

فهذا ما ننصحك به.

وأما زيارتهم في الأعياد فقط فإن كان هذا لا يعد قطيعة في العرف عندكم مع عدم ترك الاتصال والسلام عليهم فلا حرج عليك في ذلك، وانظر الفتوى رقم: ١٨٣٥٠، والفتوى رقم: ١٩٧٤٧، والفتوى رقم: ٩٨١٣٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ رجب ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>