للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ظاهره القرض وباطنه البيع]

[السُّؤَالُ]

ـ[سيدي الشيخ أرجو أن تنظروا في سؤالي هذا وبارك الله فيكم

أنا أسكن في روسيا، وعندي بيت خارج المدينة وكنت عرضته على البيع منذ فترة ولم أستطع أن أبيعه إلى اليوم، وأنا في حاجة ماسة إلى بيعه.. وقد عرض علي أن أتعامل مع بنك لبيعه. ولكن بطريقة أن آخذ قرضا من البنك.. ويتم وضع المبنى كرهن لرد المبلغ.. وطبعا لن أدفع إلى البنك المبلغ المطلوب منى تسديده شهريا.. وبذلك يأخذ البنك البيت ويبيعه بطريقته.. علما أن المبلغ الذي سيؤخذ هو سعر البيت الحقيقي، والبنك يمكنه أن يبيعه ولا يخسرفيه.. فهل هذه العملية يمكن القيام بها..؟ وهل يوجد فيها تدليس أم أن المبلغ المأخوذ هو قيمة المبنى ولا حرج فيه..؟ نرجو التوضيح بارك الله فيكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز ذلك لعدة وجوه:

الأول: أن هذا القرض الذي سوف تأخذه من البنك هو قرض ربوي بفائدة، وعند تأخرك عن السداد سوف يحتسب عليك البنك أيضاً فائدة ربوية أخرى، إلى أن يتمكن من بيع البيت، وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {البقرة: ٢٧٨} .

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء.

الثاني: أن الواجب تجاه البنوك الربوية هو الإنكار عليها، وأقل ذلك هو هجرها لا التعامل معها.

الثالث: أن هذا العمل فيه غش وتدليس، لأن ظاهره القرض وباطنه البيع.

والذي ننصحك به هو أن تتقي الله، وتسلك لبيع هذا البيت الطرق المباحة، مثل الإعلان في الصحف عن رغبتك في بيعه، أو عرضه بالمزاد أو التخفيض في ثمنه أو نحو ذلك، وتذكر قوله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: ٢-٣} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>