للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تهدده بالانتحار إن قطع علاقته الآثمة معها]

[السُّؤَالُ]

ـ[فتاة تهددني بالانتحار لقطعي العلاقة بها بعد أن تبت إلى الله، وهي تلاحقني بشتى الوسائل، وأنا لا أريد الزواج بها. وبارك الله فيكم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن حذرنا، وما زلنا نحذر مما يحصل بين الفتيان والفتيات من علاقات غير شرعية، فإن هذا من أخلاق أهل الجاهلية، فقد قال الله تعالى: ولا متخذي أخدان. هذا بالإضافة إلى ما يترتب على مثل هذه العلاقات من عواقب وخيمة، وما ذكرت من تهديد هذه الفتاة بالانتحار إن لم تتزوجها فخير شاهد على ما ذكرنا.

وقد أحسنت بتوبتك إلى الله تعالى، ويجب عليك الحذر من الوقوع في مثل ذلك الخطأ في المستقبل، كما أن الواجب عليك سد كل ذريعة قد تقودك إلى الوقوع في حبال الشيطان مرة أخرى.

ولا يلزمك الزواج من هذه الفتاة، ولكن إن كانت أهلا لأن تكون لك زوجة، وأمكنك الزواج منها فافعل، فلعلك تؤجر بإعفافك لها، والحيلولة بينها وبين ما هددت به من أمر الانتحار. ولو قدر أن لم تتزوج بها وانتحرت فعلا، فلا يلحقك من ذلك إثم، فإنها هي التي جنت على نفسها.

وننبه إلى خطورة أمر الانتحار، وإن كان صاحبه يريد أن يهرب إلى شيء من شقاء الدنيا، فإنه ينتقل بذلك إلى الشقاء الأعظم في نار جهنم. ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: ١٠٣٩٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ربيع الثاني ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>