للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التفاهم أول خطوة في طريق استقرار الحياة الزوجية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب عمري ٣١ عاما متزوج منذ ثلاثة أشهر ونصف ولدي مشكلة أريد أن أستشير أهل الرأي فيها.. متمنياً أن أجد حلاً أو رأياً فيما أعاني منه.. وجزاكم الله خيراً..

مشكلتي كالتالي:

... خطبت فتاة عمرها ١٩ عاما تربطني بها صلة رحم (من أقاربنا) وبعد موافقتها طلبت من أبيها أن أراها فوافق دون تردد وقال لي من حقك أن تراها؛ تم تحديد موعد لرؤية خطيبتي، دخلت علي بالمجلس وصافحتني وجلست أمامي.. خرج والدها لبضع دقائق ثم سألتها عن دراستها ثم سألتها عن رأيها في زواجي منها فقالت موافقة ولديها الرغبة في الزواج.. عاد والدها ثم خرجت قليلاً وعادت ومعها كوب من العصير وقدمته لي ثم جلست قليلاً بعدها خرجت ولم تعد.

... المشكلة بدأت من بعد الرؤية بل في نفس الوقت الذي كانت فيه أمامي إذ انتابني شعور وخوف وضيقة صدر إذ كنت متوقعا أنها أجمل مما هي عليه عند الرؤية.. وحقيقة لا أدري حقاً إن كان الخوف من ناحية جمالها أم من شيء آخر.. بعد ذلك تناقشنا أنا ووالدها فيما سيجري بعد الرؤية وقال لي (استخر) ورد علي بعد يومين كلمني بعد يومين انتهى اللقاء بعد ذلك خرجت وصرت أفكر كثيراً لماذا هذا الخوف وبسبب ماذا كنت لا أدري ولكن كان هنالك معطيات تشير إلى أنها فتاة جريئة بسبب مصافحتها لي وكلامها معي. في الحقيقة ترددت كثيراً بالموافقة أو الرفض؛ كان جرني للموافقة أمر واحد هو: بما سمعت عن أخلاقها العالية والمثالية والحسنة وعن أخلاق والدتها الطيبة وعن أخلاق أخواتها الخمس المتزوجات قبلها. وكان هنالك أمر آخر يدفعني للرفض وهو الحالة النفسية التي عشتها بعد رؤيتها وعدم ارتياحي لها. بعد يومين (بادرني) والدها بالاتصال.. حينها تفاجأت بالاتصال ولم أكن قررت بعد بالرفض أو الإيجاب، حقيقة توقعت أن يبلغني عن رفضها لي وأنها استخارت الله في ولم يجعل لي نصيب.. سألني عن وضعي وقلت له بخير إن شاء الله وقلت له كيف حالها هي قال: مرتاحة تماماً قلت له على عجل على بركة الله ثم أعلنت الخطوبة.

بعد الزواج

... تمت ليلة الزفاف على خير ولله الحمد.. بعد مرور أسبوع أو أقل تفاجأت بسوء أخلاقها وأنها جريئة جداً ولا تتحمل كلمة (لا) من زوجها إذ كانت تبكي لرفض أي من طلباتها.. ويعلم الله أني لم أقصر بأي حق من حقوقها وكنت معها حسن الأخلاق ولم أحملها ما لا تطيق بل كنت ليناً سمحا.. بعدها كنت ألاحظ عليها كثرة الصمت وضيق الصدر سألتها ما بك وبعد جدال هادئ قصير قالت أنا غير مرتاحة معك قلت لماذا قالت لا أدري قلت لها إن كنت ترين عيبا في فأبلغيني فأغيره قالت ليس فيك أي عيب قلت لها نحن في بداية الطريق والحب لا يأتي بهذه السرعة وإنما يأتي من خلال العشرة ومن خلال التضحية من كل منا للآخر بعدها إن شاء الله تتم المودة بيننا والرحمة. بعد ذلك صرت حريصاً أكثر على راحتها لما أرى في وجهها من ضيق وهم. بعد فترة قصيرة صرحت لي بأنها لا تحبني وأنها تكرهني وأن هذا الأمر كان معها منذ ثاني يوم من زواجنا.زوجتي لديها صفات كثيرة غير حميدة (عصبية جداً، مادية جداً، جريئة جدا، غير مدبرة للمنزل، تهتم في تزيين نفسها عند خروجها لأي زيارة ولا تهتم لتزيين نفسها لي حتى ولو كنت غائباً لمدة أسبوع عنها؛ لا تنفذ كل ما أطلب منها بل تظل تحاججني في أي موضوع لا يروق لها.. كل هذا كنت أعاني منه من بداية زواجنا وكنت أقول في نفسي (غداً تكبر وتعقل) .الآن هي عند أهلها ومنذ أسبوعين تقريباً وذلك بسبب أنها تعبانة نفسياً وأنها تكرهني ولا تطيق الجلوس معي.. الغريب في الأمر أنها وهي لا تحبني وتكرهني تتصل بي وترسل لي رسائل حب وتسأل عني وتطلب مني مالاً.

السؤال:

... هل الأسباب التي ذكرتها تعتبر أسبابا شرعية للانفصال أم لا؟

... إذا كانت الإجابة بـ (لا) فكيف يكون التعامل معها وهي تكرهني وأنا لا أميل إليها بسبب ما رأيت منها.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت أخي السائل من مشاكل مع زوجتك، كثيرا ما تحدث بين الأزواج وخاصة في بداية الزواج، والسبب هو عدم فهم كل من الزوجين للآخر حيث إن فترة ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر قد لا تكون كافية لحصول التفاهم المرجو، فننصحك بأن تتريث في أمرك هذا وأن تحاول أن تفهم شخصية زوجتك فهما جيدا وهي كذلك، فإن التفاهم هو أول خطوة في طريق استقرار الحياة الزوجية.

أما عن حكم الطلاق، فقد قال ابن قدامة في المغني: والطلاق على خمسة أضرب - يعني منه الواجب والمستحب والمباح والمكروه والحرام – إلى أن قال: والثالث: مباح، وهو عند الحاجة إليه لسوء خلق المرأة وسوء عشرتها، والتضرر بها من غير حصول الغرض بها. انتهى

لكن وإن كان الانفصال مباحا في مثل حالتك إلا أننا ننصحك بالصبر عليها، وإحسان سياستها، ونصحها بلين وحكمة

واعلم أنه سيظل بها عوج مهما حاولت إصلاحها وإقامتها، فليس أمامك إلا أن تستمتع بها على عوجها هذا، فهذا شأن النساء، ولا تنفرد هي بذلك، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن المرأة خلقت من ضلع ولن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم.

وقولك لها (نحن في بداية الطريق والحب لا يأتي بهذه السرعة، وإن الحب يأتي من خلال العشرة، ومن خلال تضحية كل منا للآخر بعدها إن شاء الله تتم المودة بيننا والرحمة) هو عين الصواب نرجو أن تلتزم به أنت وتطبقه ...

وإن وصل الأمر إلى النشوز وهو عصيان المرأة لزوجها وترفعها عن طاعته في المعروف، فلك أن تتعامل معها معاملة الناشز وقد تقدم الكلام عن كيفية التعامل مع المرأة الناشز، وذلك في الفتاوى التالية: ٢٥٠٠٩ ٩٩٤٤، ٢٦٧٩٤، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم ١٥٣٨٧

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>