للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستغاثة بالمخلوق من وسائل الشيطان في الإضلال]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أعيش في قرية في مصر فوجئت اليوم ببعض الناس يعملون مولدا \"احتفالاً\" لأحد الناس يقال عنه إنه من أولياء الله الصالحين وله مقام مبني في القريه وعندما سألت عن أصل الموضوع كانت الإجابه أن رجلا من القريه يعيش في القاهرة منذ فترة طويلة جاء يسأل هل هنا شيخ اسمه \"سيدي.......\" في المكان \".........\" قالوا نعم قال إنه جاء إلي فى المنام وقال \"اعمل لي مولدا\" في أول مرة فلم أفعل شيئاً فجاء إلي مرة أخرى وكنت مريضاً فقال لي \"لماذا لم تفعل المولد؟ العلاج لن يفيدك اعمل لي مولدا وأنت ستكون إن شاء الله سليما

اختلفت أنا وأصدقائي بين أن هذا نوع من الجهل والاستخفاف بعقول البسطاء وبين صحة هذا الكلام، وهل يمكن أن يحصل هذا فعلاً وما الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على إجابتكم؟ وفقكم الله وأعانكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن إقامة حفلات الموالد من البدع المحدثة المذمومة سواء أقيمت لأولياء الله الصالحين أو غيرهم، فلا يشرع إقامتها لأحد كما لا يجوز المشاركة فيها، وتراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٧٨٣٢، ٦٠٦٤، ١٢٤٩٣، ٣٤٩٦٤ وللفائدة راجع الفتوى رقم: ٣٨٣٢٧.

أما الشفاء فهو من عند الله وقد شرع الله له أسباباً، أما التعلق بغير الله في طلب الشفاء أو غيره مما لا يقدر عليه إلا الله فمن الشرك، قال الله تعالى: قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلاً* أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا {الإسراء:٥٦-٥٧} .

واعلم أن ما روي في ذلك من حكايات ومنامات فهوإما كذب أو من الشيطان ليضلل به الجهال، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والمستغيث بالمخلوقات قد يقضي الشيطان حاجته أو بعضها، وقد يتمثل له في صورة الذي استغاث به فيظن أن ذلك كرامة لمن استغاث به؛ وإنما هو شيطان دخله وأغواه لما أشرك بالله.

وقال في موضع آخر: وإن كان ذلك مما يفعله كثير من الناس ممن له عبادة وزهد ويذكرون فيه حكايات ومنامات فهذا كله من الشيطان. انتهى، وراجع الفتوى رقم: ٥٧٢٥٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ محرم ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>