للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحكمة من تقديم السمع على الأبصار في القرآن الكريم]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما الحكمة من ترتيب القرآن للحواس دائماً كما يلي: السمع والأبصار والأفئدة، وقد لاحظت أن هذا هو الترتيب في أكثر من سورة كما تعلمون فما الحكمة في ذلك؟

ولكم الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر أهل التفسير بعض الحكم لتقديم السمع على البصر وإن كانت الواو لا تقتضي الترتيب، ولكن التقديم في الذكر مؤذن بأهمية المقدم، قالوا: لأن السمع آلة لتلقي المعلومات والمعارف التي بها كمال العقل وهو الطريق الأولى لتلقي وحي السماء وهدي الأنبياء، وهو وسيلة بلوغ الدعوة إلى أفهام الأمم على وجه أكمل من بلوغها بواسطة البصر لو فقد السمع، ولأن السمع ترد إليه الأصوات من الجهات الست بدون توجه بخلاف البصر فإنه يحتاج إلى الالتفات والتوجه، والسمع والبصر هما أعظم الحواس وأقوى آلات الإدراك ولذلك ذكرا قبل الفؤاد، وذكر الفؤاد بعدهما لأنه مقر الإدراك كله، فهو الذي تنقل إليه الحواس مدركاتها، ويمكنك أن تطلع على المزيد في تفسير: التحرير والتنوير لابن عاشور، وتفسير روح المعاني للألوسي.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>