للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حل الزوجين مشاكلهما بأنفسهما بالهدوء أولى من إشراك الأهل]

[السُّؤَالُ]

ـ[تزوجت منذ عام ونصف وزوجتي تشعر أن أمي وإخوتي لا يحبونها وبناء على إحساسها هذا ترفض زيارة أهلي وعندما رفضت تدخل أهلها حتى لا أجبرها علي زيارة أهلي وعندما علمت أمي بموقفها قالت لي إنها لن تدخل بيتي مرة أخرى وأنا أرى أن أمي تعامل زوجتي كابنتها كما أن زوجتي ترفض أن آخذ ابنتنا معي عند زيارة والدتي بحجة أنها ما زالت صغيرة في حين أن ابنتي لا تعتمد اعتماداً كليا علي الرضاعة الطبيعية في حين أن والدها قال لها إن هذا لا يجوز وأنا أحاول معها باللين وعلي الرغم من ذلك فقد طلبت الطلاق مني أكثر من مرة بسبب ذلك لأني كنت أقول لها لابد لك من زيارة والدتي

كما أني اشعر أنها ليس لديها الإحساس بمسؤولية الزوجة وأنا قد نفذ صبري فانا أحاول جاهداً معها لتقويمها ولكني أشعر أنني أعمل بلا فائدة

كما أن أمي تشعر أنني عديم الشخصية بالبيت لكني يعلم الله أني أحاول جاهدا حتى لا يتهدم هذا البيت ونتيجة لشعور أمي هذا فهي دائما أشعر وكأنها غضبانة علي

أريد حلا للمشكلة التي أشعر وكأنها أزلية؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه المشكلة يمكن علاجها بالحكمة والتفاهم وبيان ما عليه الزوجة من خطأ وما فيه هي من قصور برفق ولين، وتوهمها أن أهلك لا يحبونها ليس علاجه مقاطعتهم بل صلتهم والإحسان إليهم ليتبدل جفاؤهم مودة وبغضهم حبا، هذا إن كانت صادقة في توهمها، وليس لها أن تمنعك من أخذ البنت لزيارة أهلك ما لم يكن في ذلك ضرر عليها.

وينبغي عدم إشراك أهلك أو أهلها في تلك المشكلة وغيرها فيما يقع بينكما إلا إذا دعت الحاجة ولم تستطيعا علاجه بنفسيكما.

وأما الطلاق فلا ننصحك بالتفكير فيه حفاظا على الأسرة من الهدم والضياع ما لم يتحكم الشقاق والخلاف، وينبغي عدم الإياس، ولا تقنط من صلاح زوجتك ورجوعها عما تعتقده من أمور خاطئة، كما لا ينبغي أن تجبرها على زيارة أهلك وهي تكره؛ بل حاول إقناعها بذلك بالمودة والإحسان والحكمة، ويدرك بالرفق واللين ما لا يدرك بالشدة والعنف.

وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢٥٢٨١، ٤١٨٠، ٩٦٥٤٥، ٢٠٥٠، ١٠١٥٧١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ ربيع الثاني ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>