للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم النظر إلى الشهب]

[السُّؤَالُ]

ـ[سمعت أحد طلاب العلم ينهى عن النظر في الشهب، ويأمر بالاستعاذة بالله منها. فهل لهذا أصل في الدين؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان السؤال عن النجوم في غير حال انقضاضها فلم نقف على دليل من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيه نهي عن النظر فيها حينئذ. وقد أخبرنا الله عز وجل في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن هذه النجوم والشهب وبعض وظائفها فقال تعالى: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ. {الملك: ٥} . وقال تعالى في شأنها: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. {الأنعام: ٩٧} . إلى غير ذلك مما ورد فيها.

كما أمرنا سبحانه بالنظر والتأمل في السماء فقال تعالى: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ. {ق: ٦} . وقال تعالى: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ. {الأعراف: ١٨٥} .

وظاهر هذه الآيات يتنافى مع النهي عن النظر في الشهب.

هذا إذا كان قصد السائل مجرد النظر، أما إذا كان القصد هو النظر بقصد التنجيم فلا شك أن ذلك أمر محرم تحريما شديدا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>