للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كيف تتعاملين مع حماتك وحماك وأولادهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[أولا.. أود أن أشكركم جميعا على إجابتكم لأسئلتي اقسم بالله أنى أُكنُ لكم جزيل الشكر والتقدير ... سامحوني إذا طال الحديث لكن الله وحده يعلم أنه مهم جدا بالنسبة لي

الموضوع هو أنى الحمد لله منتقية وأرتدي على حق ليس للزينة والله شاهدُ ُ على ذلك , أنا مخطوبة لأخ الحمد لله ملتزم نعم ليس بالالتزام الكبير لكن الحمد لله نستطيع أن نعين بعضنا على طاعة الله والحمد لله على قدر استطاعتنا حتى في ذنوبنا نساعد بعضا على التوبة والحمد لله والله المستعان.

المهم أن أهله ناس عاديون جدا بمعنى أن الحياة من وجهة نظرهم " الأعمال بالنيات" فقط ... على سبيل المثال طلبت منهم تغيير اتجاه قاعدة الحمام في شقتي لأنهم جعلوها عندهم للأسف في اتجاه القبلة وذلك لان خطيبي مسافر وأحد أخواته كان يعمل له شغل في شقته التي المفروض شقتنا وطبعا خطيبي مقتنع بما أقوله وإن شاء الله هو ناو ينزل يغيرها في إجازته, ومثال آخر أنهم جاءوا بكلب في البيت وكانوا ناوين أن يربوه ومهما أقول عن أن الكلاب تمنع الملائكة كأن الكلام يخبط في سد وكنت دائما أقول لهم شغلوا القرءان في شقتنا علشحتى لا تكون مهجورة فوجئت بأن أخا خطيبي الصغير يقول: مش لما تشغلوا في شقتنا الأول, ومثال أخير زوجة خال خطيبى كانت دعتنا أنا ووالدي طبعا ووالدتي في خطوبة ابنها وقالوا إنها في كفر الزيات طبعا فهمنا أنها عائلي وحضرتك يا شيخنا تعلم أفراح الفلاحين بتكون بطبيعتها منفصلة فعلا رحنا معاهم وكانت المفاجأة الكبرى اقٌسم بالله يا شيخ مكناش نعرف غير واحنا فى بيت العروسة فوجئنا أنهم بيقولوا ان الفرح في قاعه في ميت غمر باغانى وطبل وزمر" اللهم اعفو عنا واغفر لنا " علما بأنهم شافوا شكل فرحنا والحمد لله كنا فى المسجد طبعا فى حضور بعض الشيوخ عندنا وكذلك الحمد لله بلغت خطيبي أن يبلغهم عن أنى مش باحضر أفراح كده وهوه مقتنع بذلك الحمد لله

ومعلومه: حماتى للأسف من محبي عبد الحليم حافظ جدا "اللهم اعفو عنا واغفر لنا " وطبعا الأب عادى وكمان الأخوات يمكن خطيبى والله مش مدح فيه من غير سبب بس والله هوه الوحيد تقريبا اللى بيحاول يسير معي على نفس الطريق والحمد لله متفاهمين فى معظم الأمور

المشكلة هي أن شقتي في بيت واحد معاهم ده اولا وثانيا خطيبى له ٣ اخوات ذكور أصغرهم في الثانوية العامة ومفيش حد منهم متزوج يعنى مقيمين فى شقة حماتي أسفل منى

السؤال ... كيف أعامل حماتي وحماى واخوة زوجي؟ وكيف أكون فى عيشه واحده فى نفس البيت؟ " علما أنى منتقيه كما ذكرت " بشرط أن لا أكون خادمه لهم وفى نفس الوقت أقوم بما يرضى الله عنى حتى أجد ذلك في أولادي إن شاء الله

ومن ضمن الموضوع حماتي مهمله جدا في بيتها اقسم بالله جدا جدا وأنا خائفة أن تضع فوقى أكثر من طاقتي حيث أنها دائما تلمح بالكلام عن ما سوف أقوم به معها وذلك طبعا لأنها مش فاهمه يعنى ايه نقاب ولتأكيد كلامي يا شيخنا والله في الخطوبة كان في صديقاتي وكنا بنتصور بالموبايل علشان يبعتوها لى على النت منهم كان بنات خال العريس صورونى علما بانى حذرتهم ان الصور لا يراها اى رجل للاسف يا شيخ فوجئت انهم نزلوها على الجهاز عندهم وكانوا ينادون خطيبى ليراها غضب منهم غضبا شديدا وسبحان الله بمجرد انهم كانوا يحاولون ان يصالحونه اقسم لى خطيبى انهم عادوا ولم يجدوا اثر للصور على الجهاز الحمد لله

أنا باعتذار جدا لإطالتي بس والله يا شيخنا انا فى هم كبير من داخلى ولا استطيع الحديث مع احد حتى لا أُدخل الكرب على اى مسلمه ودايما باشعر ان الوضع حولى كثير الاخطاء انا مقصدش انى معصومه لا والله أنا أعلم أننا كلنا مش معصومين من الخطأ وكلنا ذنوب وكما قال شيخى محمد حسان " لو كانت الذنوب لها رائحه لكانت رائحتى كريهه " اعذكم الله بس انا حاسه انى ماشيه فى طريق كله عقبات وباحاول اطلع من واحده واحده بس للاسف حاسه ان العقبات مش بتنتهى حاسه ان دايما فى جديد وحاسه ان فى غموض منتظرنى لما نتزوج مش بس الغموض من اهل خطيبى بس هوه كمان حاسه بنفس الغموض مثلا انا متعوده ارنله الفجر بتاعنا علشان اشوفه بيصحى امتى فوجئت بعد ما كان مواضب على القيام بدرى انه اصبح بيقوم بعد ساعتين تقريبا من الشروق بالرغم انه بينام بدرى جدا ولما اتفقت على اننا نعين بعض على طاعة الله فوجئت انه بيرد عليا ويقولى لما نتزوج أكيد هابقى أفضل وهاتغير انما دلوقتى أنا مش هاينفع اغير نفسى للحفاظ على صلاة الفجر أو الصلاة ف المسجد اصلا اقتنع بكلامي اه بس يومين وبعدها رجع زي الأول]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكر لك حرصك على امتثال أوامر الله واجتناب معاصيه وتعظيم محارمه، ومحاولة إصلاح نفسك وخطيبك، وننبهك إلى انه كان من الواجب عليكم عدم حضور العرس بعدما وجدتم أن فيه منكرات.

قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ.. فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ... فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية. انتهى.

وأما عن حماتك وحماك وأصهارك فأنت لست في معيشة واحدة معهم كما تصفين؛ بل أنت في شقة وهم في شقة ولذلك فالأمر سهل بحمد الله، وعليك أن تعامليهم بالحسنى وبما يرضي الله ويسعد زوجك، واستوصي بحماتك خيرا واعتبريها كأمك وتحملي ما قد يصدر منها من هفوات وزلات، ولا تتكلمي عنها بما يسوؤها إذا علمته كأن تصفيها بالإهمال دون داع فذلك من الغيبة المحرمة.

ووقري حماك وأطيعيه في المعروف، واحذري من الاختلاط بإخوة زوجك الذكور ومن الخلوة مع أحد منهم، ولا تشاركي أهل زوجك في منكر.

واعلمي أن خدمتك إياهم ليست واجبة شرعا فإن فعلت ذلك احتسابا للأجر والثواب ولرضا زوجك فخير؛ فقومي بما تستطيعين القيام به من خدمتهم - إن طلبوا - في غير ذلة أو استذلال.

وحاولي بقدر الإمكان تقليل النزول إليهم إلا لمصلحة، لتتفادي ما قد ينشأ من مفاسد الاختلاط بهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زر غبا تزدد حبا. رواه الطبراني وقال الألباني: صحيح لغيره.

وأما ما ذكرتيه من إحساس بغموض تجاه خطيبك فننصحك بصلاة الاستخارة قبل أن يتم العقد وعليك بالتأكد من دينه وخلقه وحرصه على الصلاة وعدم التعجل في الحكم عليه وألا تؤثر عليك العواطف وحدها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ ربيع الثاني ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>