للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عدم استقامة أهل المرأة هل يمنع من اختيارها للزواج]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعاني من الحيرة والتردد الشديد وخاصة في القضايا المصيرية التي أتعرض لها في حياتي اليومية فمثلا أنا شاب أبلغ من العمر ٢٦ سنة، وأريد أن أتزوج وقد تقدمت لفتاة من مدينة بالقرب من القرية التي أسكنها وقد رأيت فيها من مواصفات الفتاة ما أعجبني كثيراً، ولكن يبقى خوفي هاجسا يقول لي إن هذا الاختيار يمكن أن يكون خاطئا كون هذه الفتاة تعيش في بيئة تختلف عن البيئة التي أعيش فيها والذي زادني انزعاجا أن أهل هذه الفتاة قد وافقوا علي وقبلوا بي، ولكن كما قلت سابقا إن الفتاة وأهلها كانوا قد تنقلوا بين لبنان وسوريا والأردن وقد استقروا في فلسطين أخيراً وهذا الذي يخيفني، فأرجو أن تقدموا لي النصح عما يجب فعله وأن تقولوا لي ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر في الفتاة وأهلها حتى أجزم بأنها المناسبة لي، علما بأن الفتاة وأخواتها وأمها متدينات على عكس الأب والأبناء الذين ينتمون إلى فكر علماني ومدخنون بشكل شره جدا, في النهاية كلما رأيت فتاة أعجبتني كان أهلها على غير ذلك وإذا وجدت أناسا طيبين ومتدينين كانت الفتاة بمواصفات لا ترقى إلى ذلك، فأرجو أن تجيبوني؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أخي الكريم أن تكون صاحب عزيمة، تبني أمورك على الموازين الصحيحة، وتتم الأمر بالاستخارة والاستشارة، ولا ينبغي أن تكون متردداً في أمورك وقضاياك، واعلم أنه لن يكون إلا ما قدره الله تعالى لك، وأما الصفات المطلوب توفرها في المرأة، فسبق ذكرها في الفتوى رقم: ١٩٣٣٣.

وإذا كانت المرأة التي تريد نكاحها على دين وخلق، وكان أهلها على غير ذلك، ولكن ليس لهم تأثير عليها، فلا يكون عدم استقامتهم مانعاً من زواجها، لأن الله تعالى يقول: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَاّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:١٦٤} ، وأما إذا كانت مصغية إليهم مطيعة لهم فيما هم عليه من انحراف فإن البحث عن غيرها هو الأفضل والأحسن.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٣٠ محرم ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>