للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[زوجته ترفض زيادة الستر وتخرج بغير رضاه]

[السُّؤَالُ]

ـ[تزوجت منذ سنة، وقد من الله علينا بتوأم، وزوجتي لا تطيعني في الأمور الشرعية، ومنها: أنني أطلب منها زيادة ستر نفسها عندما تخرج بأن تطول الجلباب الذي فوق العباءة وهي تقول إن العباءة واسعة وتعيرني بأنني مريض، لأنني أريد منها هذا الستر الزائد, وأيضا أمنعها أن تنزل بمفردها إلي بعض الأماكن التي قد يحصل ضرر منها، فعندما أقول لها عليك بالطاعة تقول خليني وربي، وتقول أنا لن أفعل شيئا لست مقتنعة به، وإلا اتركني، انصحوني، أفادكم الله، ماذا أفعل معها؟ وهل أصبر لوجود الطفلين الرضيعين؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تفعله زوجتك من عصيان أمرك فيما تطلبه منها من الستر والاحتشام وخروجها من بيتك دون رضاك وتطاولها عليك كل هذا حرام وهو من النشوز المحرم شرعا.

لكنا نرى أن لا تتعجل في أمرك، بل عليك أن تصبر عليها وتسلك معها سبل علاج النشوز، كما بينها الله سبحانه فتواظب ـ أولا ـ على نصحها وتذكيرها بالله سبحانه برفق ولين, ويمكنك أن تستعين عليها ببعض الداعيات وذوات الخير والدين ـ في محيطكم ـ ليذكرنها بالله ويكنّ عونا لها على طاعته سبحانه وطاعة زوجها.

فإن أصرت على عصيانها وتمردها فاهجرها في المضجع, فإن أصرت فاضربها ضربا خفيفا غير مبرح إذا ظننت أن هذا قد يقومها, قال الكاساني الحنفي: فإن كانت ناشزة فله أن يؤدبها، لكن على الترتيب، فيعظها أولاً على الرفق واللين، فلعلها تقبل الموعظة فتترك النشوز، وإلا هجرها، فإن تركت النشوز فبها، وإلا ضربها. انتهى.

فإن لم يجد هذا كله ويئست من رجوعها عن ذلك فالأولى لك أن تطلقها، لأنه لا يستحب إمساك امرأة ضعيفة في دينها متطاولة على زوجها, وقد بينا ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: ١٢٤١٤٦ , ١٢١٩٩٧ , ١١٣٢٨٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ رمضان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>