للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أحصن ما يكون العبد من الشيطان حال ذكر الله عز وجل]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة عمري ١٨ سنة ولدي مشكلة هي مشكلة غريبة لكن خطيرة بالنسبة لي، وهي أني دائما أسمع صوتا بداخلي أشبه بوسوسة الشيطان يوسوس دائما لي عندما أقرأ القرآن أو أذكر الله أو أدعو لأحد فمثلا لو أدعو لأحد أسمع هذا الصوت يدعو على من أريد أن أدعو له وليس له، وكذلك عند قراءة القرآن إذا جاءت آية تعظيم لله أسمع هذا الصوت يقلبها لـ (أستغفر الله) سخرية، أنا بطبعي أحب التقرب لله وذكره دائما وذلك الصوت يجعلني أستغفر الله كثيراً، وأحيانا أبكي مما حدث، لكن ذلك خارج عن إرادتي والله، فماذا أفعل هل أتوقف عن قراءة القرآن لفترة وكذلك ذكر الله، حيث إنني كلما أفكر فى هذه المشكلة تزيد، وهل سيحاسبني الله لأني متأكدة أن هذا الصوت ليس الشيطان لأنه لا يتوقف إذا استعذت بالله من الشيطان فأنا أخشى أن أكون خرجت من الدين بسبب ذلك، فما تفسير ذلك؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله أن يفرج ما بك، ونفيدك أن هذا لا يؤدي بك للخروج من الدين ما دام الكلام ليس صادراً منك، وأما تفسير هذا الأمر فيمكن أن تراجعي فيه أصحاب الاختصاص من الأطباء النفسانيين أو الرقاة المعروفين بسلامة المعتقد واتباع السنة، فربما كان هذا من الجان ليوقعوك في الوسوسة.

وأما ترك الذكر والتلاوة فإنه ليس حلا، وإنما تحل المشاكل بالحفاظ على التلاوة والذكر، فهو موجب الفلاح، لقول الله تعالى: وَاذْكُرُواْ اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ {الأنفال:٤٥} ، وهو مطردة للشيطان وتحصين منه كما في الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيراً، وأن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره فأتى حصنا حصيناً فتحصن به، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. أخرجه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني، وقال تعالى: وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا {الإسراء:٤٥} .

وأما عدم استجابة الدعاء والاستعاذة فإنه ليس دالاً على كون هذا الصوت ليس من الشيطان، لأن الدعاء قد لا يستجاب بسبب ما، ككون الداعي لم يدع بحضور قلب أو لم يكن موقنا بالاستجابة، فإن قوة الدعاء بحسب قوة الداعي كما قال ابن القيم، وراجعي المزيد من الفائدة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٦٣٥٨١، ٥٨٠٧٦، ٥١٤٧٥، ٣٣٨٦٠، ٣٦٢٤٦، ٥٠٦٢١، ٤٣٣٤٦، ٤٨٥٦٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ جمادي الثانية ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>