للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[آداب تأديب الأولاد وزجرهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

أنا لدي أبناء صغار، وأحياناً كثيرة، أنهرهم وأصرخ عليهم إذا أخطأوا وطبعاً يرتفع صوتي ويكون هذا في بيتي، فهل حرام علي هذا، يعني إن سمع أحد صوتي، وهل حرام علي أن أرفع صوتي على أبنائي وزوجي في البيت وهو لا يحب أن ينهرهم لأن هذه هي وظيفتي، أناً أقصد طبعاً تربية الأبناء، وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج على المرأة في نهر ولدها عند الخطأ وزجره عنه، ويكون ذلك بحكمة مما يجعل الولد يحس بأن أمه ما رفعت صوتها عليه إلا لوقوع خطأ منه، لأن كثيراً من الأمهات تنهر ولدها وتردعه عن كل شيء، مما يجعل هذا النهر ورفع الصوت عنده من قبل أمه أمراً طبيعياً عادياً، وفي هذه الحالة لو سمعها رجل أجنبي فلا شيء عليها، لأنها نهيت عن الخضوع بالقول للأجنبي كما قال تعالى: لا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (الأحزاب: من الآية٣٢) .

وننبه المرأة إلى أن المسلم في الأصل لا يرفع صوته لأن رفع الصوت أمر مستنكر ومزعج، فإذا كان زوجها ينزعج ويتأذى بذلك فلا تفعل ذلك بحضرته، ولتستعمل أسلوباً آخر للتأديب في هذه الحالة، كما ننبه الأخت الفاضلة وزوجها الكريم إلى أن تربية الأولاد مسؤوليتهما معاً وليست من وظيفة المرأة فقط، فهي راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والزوج راع في بيته ومسؤول عن رعيته، وفق الله الجميع لما في صلاح الدين والدنيا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>