للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم عمل المرأة المسلمة طبيبة للرجال]

[السُّؤَالُ]

ـ[زوجتي طبيبة أمراض جلدية وهى محجبة تلبس عباءة وتكشف وجهها ويديها، نريد أن تفتينا:

١- حكم تغطية الوجه وصفة العباءة الشرعية، وأعتقد أن تغطية الوجه سوف لن يمكنها من الرؤية الجيدة للفحص.

٢- هي تكشف على رجال (جلدهم) ويمكن أن تكون مع المريض وحده أو معه رجل آخر هل هذا حرام؟

٣- أنا أحضرت معي من الحج عباءة إسلامية بغطاء وجه (من الرأس) وطلبت منها أن تلبسها وأن تتوقف عن الكشف على الرجال وتكتفي بالنساء والأطفال، ونحن لا نحتاج عملها حيث أنها تأخذ دخلها مع ملاحظة أن البيت والعيادة في نفس المكان وعملها هذا لا يؤثر على ألأولاد وفي نفس الوقت هي تنفع المسلمين حيث أنها ماهرة وأمينة.

أخي ردك هذا ستأخذه هي على محمل الجد

شكرا وجزاك ألله عنا كل الخير]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تقدم في الفتوى رقم: ١١١١ والفتوى رقم: ٥٢٢٤ رجحان القول بوجوب تغطية المرأة وجهها، وأما دعوى أن النقاب يمنع من قيام الطبيبة بعملها على وجه الكمال فدعوى غير صحيحة، وكثير من الطبيبات المنتقبات يقمن بعملهن ولم يكن النقاب مانعاً لهن من القيام به، على أنها إذا احتاجت فعلاً إلى ذلك فلا بأس به بقدر الحاجة، وأما صفة الحجاب الشرعي الكامل فانظرها في الفتوى رقم: ٦٧٤٥، والفتوى رقم: ١٩١٨٤، والفتوى رقم: ٢٠٠٨٠.

وأما حكم عمل المرأة المسلمة كطبيبة للرجال فلا يخفى أن الأصل منعها من معالجتهم لما تقتضيه المعالجة من النظر واللمس والمخالطة والاطلاع على العورة في بعض الأحيان، وهذه الأمور وما يؤدي إليها لا تجوز إلا لضرورة معتبرة شرعاً، لا تدفع إلا بارتكاب ذلك المحظور، مثل أن يكون الرجل مريضاً ولا يوجد طبيب يعالجه، ولا يمكن تأخير علاجه إلى أن يوجد طبيب.

وعليه؛ فما طلبته من زوجتك الطبيبة هو الصواب، ونحن نحثك ونحثها عليه، وتكون بذلك نفعت المسلمين بخبرتها ومهارتها، ولم تقع في ما يمنع منه الشرع.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>